126 عاما على ميلاد عملاق المسرح يوسف وهبي، أخرج 250 مسرحية غالبيتها بالفصحى
يوسف وهبى، فنان مسرحى سينمائى عملاق، عميد المسرح العربى، هو فنان الشعب، حالة استثنائية فى تاريخ الفن، له بصمات على نشأة وتطور المسرح المصرى، أنشأ فرقة رمسيس التى قدمت روائع المسرح المصرى والعالمى فى ثلاثينات القرن الماضى، كما ساعدت على ظهور أشهر النجوم والنجمات، ورحل عام 1982.
ولد الفنان يوسف وهبى عام 1898 بمحافظة الفيوم، ولذلك اسماه والده " يوسف "نسبة إلى بحر يوسف بالفيوم، وهو الابن السادس لمفتش عموم الري في مصر عبدالله باشا وهبي، وعشق التمثيل المسرحى منذ صباه، وبدأ مشواره الفني، بتقديم المونولوجات في مجالس العمد ببلدته، ثم عمل ممثلا فى فرقة حسن فايق ثم فرقة عزيز عيد المسرحية التي قدم لها مسرحية حنجل بوبو، وكتبت عنه الصحف انه ابن الباشا الذي أصبح مشخصاتى.
السفر إلى إيطاليا لدراسة الاخراج
أرسله والده إلى إيطاليا للدراسة لكن اتجه يوسف وهبى إلى دراسة الإخراج مع محمد كريم ـ الذي عمل بالإخراج فيما بعد ـ حتى تخرج في معهد التمثيل في ميلانو وتتلمذ على يد الممثلين الإيطاليين وأشهرهم كيانتوني.
درس الزراعة وعمل بالتمثيل
عن بداياته الفنية يحكي يوسف وهبي في مذكراته التي وضعها بعنوان ( عشت ألف عام ) يقول: حضرنا مع والدى الى القاهرة بحكم عمله، وسكنا بشارع الهدارة بعابدين والتحقت بمدرسة عابدين الابتدائية، وهناك التقيت بزميل الطفولة محمد كريم وكان من هواة مشاهدة السينما وبدأنا نمارس هوايتنا في مشاهدة الأفلام في داري سينما إيديال وأوليمبيا، التحقت بالمدرسة السعيدية فكان اللقاء الأول مع الشاعر عزيز اباظة والفنان مختار عثمان وفكرى اباظة الذى اصبح أشهر الصحفيين فيما بعد، وكانت الدراسة العليا بمعهد مشتهر الزراعى لرغبة والدى العمل في الرى والزراعة بعدها كانت رحلة دراسة التمثيل والإخراج في إيطاليا.
أنشأ يوسف وهبى مسرح “رمسيس” مع المخرج الراحل عزيز عيد، الفكرة التى ظلت تراوده طوال دراسته فى ايطاليا أثناء تتلمذه على يد المدرس الإيطالي كيانتوني، وعند عودته لمصر من جديد قرر النهوض بالفن المسرحي نسبةً لما شاهده من تقدير الغرب الكبير لهذا الفن بالتحديد، فى هذه الآونة كان يوسف وهبى قد ورث عن والده مبلغا جيدا حينهًا قُدر بــ12 ألف جنيه فقرر تخصيص ما ورثه لإنشاء فرقة مسرحية بأُسس عالمية وسليمة تقدم الكوميديا الراقية، واشترى قطعة ارض بشارع عماد الدين، فكان تكوين فرقة رمسيس وإنشاء مسرح رمسيس الذى ضم عددا ضخما من الوجوه الفنية ومنهم كانت زينات صدقي وحسين رياض وأمينة رزق، فاطمة رشدى، جورج ابيض، استيفان روستى، حسن فايق، جورج ودولت ابيض وزكى رستم وأنور وجدى وغيرهم.
بدأ يوسف وهبى عروضه بــمسرحية “ المجنون” عام 1923 من تأليفه واخراج عزيز عيد، وبلغ عدد العروض التي قدمها مسرح رمسيس ما يقرب من الـ ، 400 عرض مسرحي أخرج منها 250 مسرحية وكتب 150 منها، قدمت جميعا باللغة العربية الفصحي وبعضها باللغة الفرنسية.. ومن أشهر المسرحيات: غادة الكاميليا، أكسير الحب، كرسي الاعتراف، راسبوتين، الجريمة والعقاب، كيلوبترا، الجبار، انتقام المهراجا، لوكاندة الأنس، عطيل، وصرخة الألم وغيرها، وجميعها حققت نجاحات كبيرة.
واشتهر الفنان يوسف وهبى بإفيهات شهيرة على المسرح منها: ما الدنيا إلا مسرح كبير، ياللهول، شرف البنت زى عود الكبريت، وتولى إدارة الفرقة القومية منذ إنشائها ـ المسرح القومى حاليا، بعد توقف فرقة رمسيس.
اتجه يوسف وهبى إلى السينما حين اختاره صديقه المخرج محمد كريم في دور صغير بالفيلم الصامت "زينب" ثامن أفلام السينما المصرية لينطلق بعده في السينما حتى هجر المسرح نهائيا، وتفرغ للسينما فقدم ادوارا لا تنسى في مجموعة أفلام خالدة منها الكوميدى ومنها التراجيدى منها: البؤساء، إشاعة حب، حبيب الروح، ابن الحداد، بيومي افندي، سفير جهنم، الطريق المستقيم، زمان ياحب، ميرامار،، غزل البنات وغيرها وآخر ادواره فى فيلم "اسكندرية ليه" مع يوسف شاهين، وبرغم صغر الدور إلا أنه حصل فيه على جائزتى الجمهور والنقاد وصفق الجمهور كثيرا أكثر من عشر دقائق عند حضوره للتكريم في مهرجان القاهرة السينمائى، ووقف هو للمرة الأخيرة يرد تحية الجمهور وهو يجهش بالبكاء.
حصل على البكوية من الملك السابق فاروق
وأثناء عرض فيلم "غرام وانتقام" عام 1944 أعجب بتمثيله الملك فاروق حتى انه حضر العرض الاول فى السينما، وقام بمنحه لقب البكوية، وأصبح يوسف بك وهبي.
عرف يوسف وهبى في حياته نساء كثيرة عددها في مذكراته بالف امراة، وأصدر مذكراته بعنوان "عشت ألف عام في ثلاثة أجزاء، إلا أنه تزوج ثلاث مرات الأولى الممثلة الايطالية الينا لويندا عام 1923 ولم تعمر معه كثيرا، والثانية عائشة فهمى سليلة الحسب والنسب، والثالثة سعيدة منصور التي احبته من خلال مسرحياته، ولم ينجب أبناءا.
وأصيب في أخريات حياته بمرض اضطراب النوم وسافر إلى جنيف للعلاج من صعوبة النوم عام 1974، وهناك قال له الطبيب السويسري إن سنين حياتك بكل تفاصيلها تفوق قدرة العقل على وقف شريط الأحداث فيستعيدها بدون إرادتك في أثناء النوم فتصاب باليقظة، ولابد أنك عشت أحداثا كثيرة.
اعتزال ونهاية فى الرابعة والثمانين
اعتزل يوسف وهبى الفن بعدما سقط على سلم فيلته واصابته بكسور مضاعفة اقعدته عن العمل لتبدأ نهاية العملاق يوسف وهبى في الرابعة والثمانين من عمره.