العمال فى السينما.. "الورشة" أول فيلم يتناول قضاياهم.. الملك فاروق يأمر بمصادرة "العامل".. يوسف وهبي يتألق في "ابن الحداد".. و"الحرام" يرصد معاناة عمال التراحيل
يتزامن الأول من مايو مع الاحتفال بعيد العمال، وقد تناولت السينما المصرية جميع قضايا فئات المجتمع من العمال والفلاحين والموظفين وعمال تراحيل والأطباء والمهندسين وغيرهم، وقد حظيت فئة العمال على الاهتمام الأكبر، وبمناسبة الاحتفال بعيد العمال نستعرض أهم الأفلام التى تناولت العامل المصرى كقضية لها أعباؤها ومشكلاتها.
نظرا لوقوع مصر تحت الاحتلال البريطانى أثناء القرن الماضي وما قبله، وعمل فئة العمال تحت حكم الاحتلال واستخدامهم فى أعمالهم خشى المخرجون إخراج أفلام تتناول قضايا العمال خشية المصادرة ومنع العرض إلا من قلة قليلة قدمت أفلاما تستعرض أحوالهم.
الورشة أول فيلم يناقش قضايا العمال
كان فيلم " الورشة " أول فيلم يتعرض لأحوال العمال وعرض عام 1940، إخراج استيفان روستى، وبطولة عزيزة أمير ومحمود ذو الفقار وأنور وجدي. ورغم أن الفيلم يحكى أحوال عمال ورشة صغيرة، وليس مصنعا كبيرا، إلا أن له السبق فى أن يرى الجمهور العامل على الشاشة للمرة الأولى يعمل ميكانيكيا.
أفلام ترسخ للفقر
وجاء بعده فيلم " لو كنت غنى " الذى أخرجه هنرى بركات عام 1942، ويناقش قضية الغنى والفقر وفى الفيلم يشكو عامل المطبعة عبدالفتاح القصرى من غلاء المعيشة (اللحم ارتفع سعره من أربعة قروش للرطل، ووصل إلى ثمانية)، ويطالب صاحب المطبعة أن يزيد راتبه، لكنه يتلقى الرفض والمعاملة السيئة وإن كان الفيلم يروج لأفكار خاطئة، ملخصها أن الفقر شيء جميل، وأن الثراء لعنة تجلب الفساد السلوكى وترسخ الأخلاق السيئة.
وفى عام 1943 جاء فيلم " العامل " الذى كتبه وألفه وقام ببطولته الفنان حسين صدقى يرصد فيه أزمات العمال وسبل حل مشاكلهم وقد صور الفيلم جهاد العمال بالاعتصامات والاضرابات لتحقيق مشاكلهم ولهذا أمر الملك فاروق وزير الداخلية فؤاد باشا سراج الدين بمصادرة الفيلم ووقف عرضه، لما فيه من دعوات احتجاجية ومظاهرات خوفا من إثارة العمال على القصر والحكومة، وأصبح فيلم العامل فى عداد المفقود من التراث السينمائى المصرى، فحتى الآن الفيلم لا تتوافر حوله الكثير من المعلومات، يتناول الفيلم قصة الأسطى أحمد العامل بإحدى المصانع الكبرى، وهو من أشد المدافعين عن حقوق العمال، ويلتف حوله بقية زملائه من أجل الدفاع عن قضيتهم وحقوقهم، إلا أن أصحاب المصنع يحاولون طيلة الوقت أن يدبروا له المكائد واحدة تلو الأخرى فى سبيل إثنائه عن نضاله، الفيلم من تأليف وبطولة وإنتاج حسين صدقى، وشاركه فى البطولة، فاطمة رشدى، ومديحة يسرى، وزكى طليمات، وحسن البارودى، وعبد العزيز أحمد، والسيد بدير، وإخراج أحمد كامل مرسى، عُرض الفيلم بعد ذلك بعد أن حُذفت منه بعض المقاطع التى تدعو للاحتجاج، ورغم أنه عُرض لمدة أسبوع فقط فى بعض دور العرض المحدودة بحسب الروايات فقد كان سببا فى صدور أول قانون عمالى فى مصر.
يوسف وهبى يتألق فى ابن الحداد
ويقدم يوسف وهبى فيلم (ابن الحداد) عام 1944 من تأليفه وإخراجه وبطولته مع مديحة يسرى وفؤاد شفيق وعلوية جميل، وكعادة يوسف وهبى يحتشد الفيلم بعبارات مسرحية ضخمة تمتدح العامل المصرى ومهارته وصبره وتواضعه وتفوقه على الأجانب، ويحكى قصة ابن الحداد الذى سافر الى أوروبا وتعلم فى جامعاتها وعاد الى الحارة ليعمل فى ورشة ابيه وتطويرها لتصبح مصنعا كبيرا ليرسخ قيمة العمل شرف.
المرأة فى مصنع ياسين للزجاج
وفى عام 1949 جاء فيلم بعنوان " المرأة: هو فيلم صورت مشاهده بمصانع الزجاج الأهلية لصاحبها محمد ياسين بك كما كتب فى مقدمة الفيلم، حيث وجه صانعوا الفيلم الشكر له، بطولة كمال الشناوى وأحلام ومارى منيب واخراج عبد الفتاح حسن من خلال قصة حب شقيقين يمتلكان مصنع للزجاج لفتاة تعمل عاملة بالمصنع.
الأسطى حسن مع صلاح ابو سيف
أما فيلم " الأسطى حسن " الذى قام ببطولته فريد شوقى وأخرجه صلاح أبوسيف عام 1952 قبل ثورة يوليو بشهر تقريبا، يحكى قصة عامل متمرد على فقره كارها لمهنته يتطلع الى الثراء بعلاقته بامرأة ثرية وما عاناه معها، لكنه يندم فى النهاية عائدا إلى زملائه العمال الطيبين فى الحارة، قدم النجم فريد شوقى عددا كبيرا من الأعمال السينمائية التى جسد فيه دور العامل أو الموظف البسيط، حيث قدم دور سائق عربة النقل فى فيلم " سواق نص الليل " وعامل الميكانيا الاسطى جاد فى فيلم " أبو أحمد " منتصف الستينيات، وقدم الموظف الشريف ومعاناة الموظف بعد المعاش فى فيلم " الموظفون فى الأرض ".
جاء فيلم " النظارة السوداء " عن قصة إحسان عبد القدوس، وهو من أفلام الثورة عرض عام 1963 اخراج حسام الدين مصطفى، فيه البطل أحمد مظهر يقوم بدور أحد الذين دافعوا عن حقوق العمال، بوصفه مهندسا مثقفا، ضد جشع وظلم أصحاب المصانع الذين حاولوا رشوته وإبعاده عن قضايا العمال.
ومن الأفلام التى أبرزت دور المرأة العاملة فيلم "للرجال فقط " فقدم دور المرأة وقدرتها على العمل حتى فى الوظائف الصعبة المخصصة للرجال فقط والفيلم من بطولة سعاد حسنى ونادية لطفى وحسن يوسف ويوسف شعبان، إخراج محمود ذو الفقار.
وفى عام 1970 قدم المخرج يوسف شاهين فيلما مميزا يبرز معاناة العامل فى “ الأرض” وهو الفلاح المصرى محمد أبو سويلم ومدى تمسكه بأرضه.
كما قدم المخرج هنرى بركات فيلم " الحرام " عن قصة يوسف إدريس التى تحكى قصة معاناة عمال التراحيل الذين يعملون باليومية ومدى توغل الفقر والمرض فى حياتهم من خلال أسرة فاتن حمامة وعبدالله غيث.
أحمد زكى الميكانيكى فى النمر الأسود
يعد فيلم "النمر الأسود" من أكثر الأفلام التى سلطت الضوء على العامل المصرى الطموح، وهو إنتاج 1984 وتدور قصة الفيلم حول قصة حقيقية لكفاح العامل المصرى، محمد حسن المصرى، فى ألمانيا الذى يتعلم من صغره مهنة الخراطة ويسافر للعمل بهذه الحرفة فى ألمانيا. يعانى هذا العامل فى الغربة من صعوبة التعامل مع الآخرين لعدم قدرته على التحدث بالألمانية.
أما الفنان الراحل محمود عبد العزيز فقدم العديد من الأعمال الفنية، التى تركت بصمة خاصة، بخفة ظلة المعتادة تطرق بفيلمه الشهير "أبو كرتونة" إلى معاناة العامل البسيط فى الحصول على حقوقه بشكل كوميدى، وينجح فى النهاية فى مساعدة العمال الحصول على حقوقهم .
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.