عكس عكاس (5)
* الحكومة المصرية الجديدة
رغم كل اللغط الذي صاحب اختيار عدد من الوزراء، إلا أنه لا خيار أمام المصريين سوى التفاؤل بما هو قادم، والدعوات لكم بالتوفيق.
غير أنني كمواطن محب وعاشق لتراب هذا البلد، أتمنى ألا تسيرون على ذات نهج الاستدانة الذي سارت عليه الحكومة السابقة، والتي وصلت بمعدلات الدين الخارجي لنحو 165 مليار دولار، والداخلي لنحو 6 تريليونات جنيه، وبشكل قاربت فيه التزامات خدمة الديون أن تزيد على الناتج القومي.
أتمنى أن يكون نهجكم الإنتاج والتصدير، وتوجيه أولوياتكم للزراعة والصناعة، ومحاولة تقليص حجم الدين، وعدم تدويره أو استبداله بديون أكثر كلفة، مع السيطرة على الارتفاع الكبير في معدلات التضخم، التي انعكست على الفقراء في صورة ارتفاعات غير مسبوقة في أسعار كل السلع.
السادة الوزراء.. أتمنى أن يكون تمويل الموازنة والسيطرة على عجزها من خلال عوائد إنتاجية وطنية، بدلًا من الاعتماد على الضرائب كأساسي للتمويل، واللجوء لرفع أسعار الخدمات على المواطن، وعوائد السندات التي يطرحها البنك المركزي بفوائد مرتفعة.. "من قلبي أتمنى لكم التوفيق في مهامكم الثقيلة".
* رئيس الوزراء
ألف مبروك تجديد الثقة، غير أنه ما كان يجب أن تبدأ ولايتك الجديدة بتصريح غير مبرر، يعكس في مضمونه الاستمرار في اختيار الحلول الروتينية السهلة، بدلا من البحث عن البديل.. فقد قلت تعيقا على ردود الأفعال التي صاحبت قراركم بإغلاق المحلات في العاشرة مساء: "عارف طبيعة موعد غلق المحال وأكل العيش، لكن برضو هنستمر في عملية ترشيد الكهرباء".
معالي رئيس الوزراء.. حنكة السياسي وطبيعة منصبك تحتم عليك ألا تضع نفسك والحكومة في موضع الند مع أي من فئات الشعب، خاصة أن الأمر يتعلق بإنتاج ودورة رأس مال ضخمة تدار داخل الأسواق، في الوقت الذي اعترفت فيه وقيادات الكهرباء، أن جزءًا كبيرًا من الأزمة يكمن في ترشيد 10% فقط من الاستهلاك.
معالي رئيس الوزراء.. النسبة المطلوبة يمكن ترشيدها من مجرد إطفاء إعلانات الطرق ولافتات المحلات، التي تستهلك عشرة أضعاف ما تستهلكه المحلات من كهرباء، دون اللجوء للإغلاق وقطع الأرزاق.. "سهلوها على الناس علشان ربنا يسهلها عليكم".
* هبيدة مواقع التواصل
لا أدرى ما بينكم وبين شيخ الأزهر، فلا يكاد يمر أسبوع، إلا وقمتم بفبركة فتوى على لسان الرجل، وكأنكم تتعمدون تشويهه، وآخرها ما نسبتموه زورا على لسانه من قول: "أن ضرب الزوجة شرع إسلامي، ومذكور في القرآن، ولا يمكن أن ننكره، وإلا نكون أنكرنا القرآن، وأضعنا الدين كله".
اللافت، أن الفتوى المغلوطة والمليئة بالأخطاء الإملائية وجدت صدى هائلًا على مواقع التواصل الاجتماعي دون التحقق من صحتها، بل إن البعض بالغ في الخطأ وأرفقها بتعليقات مسيئة للإمام الأكبر والأزهر الشريف.
الغريب، أن الدكتور الطيب سبق أن نفى بشكل صريح إباحة الإسلام ضرب الزوج لزوجته، وقال بشكل قاطع: "أن الحكم الشرعي في جريمة الضرب هو الحرمة، حين يكون بقصد الإهانة أو الإيذاء لأي إنسان".
السادة الهبيدة.. الإمام الأكبر قال صراحة: أن لفظ "الضرب" الذي ورد في قوله تعالى: "وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ"، يعني الضرب الرمزي المقصود منه الإصلاح، وليس الإيلام أو الإيذاء والضرر.. "ربنا يريحنا من قرفكم قادر يا كريم".
* الإسرائيلي إيدي كوهين
نشرت عبر حسابك على موقع X منذ أيام لوجو مفبركًا، يحمل خبرا لا أساس له من الصحة يقول: "أن مصر قد صدقت على بناء معبد يهودي بالعاصمة الإدارية بتكلفة قدرها مليار جنيه" وعلقت قائلًا: "ما أحلى القيادة المصرية" وكأنك تتعمد إثارة المصريين الكارهين لك وللصهاينة وإسرائيل.
المؤسف، أن تغريدتك المفبركة جاءت على هوى الآلاف من المغردين العرب والمصريين، وتناقلوها عن جعل، ودون التحقق من صحة محتواها، في حين أنه لم يسبق لأي من وسائل الإعلام المصرية نشر مثل هذا الخبر، الذي سبق أن أشيع منذ سنوات.
إيدي كوهين.. أنت عار على الصحافة الإسرائيلية، لأن ألف باء العمل الصحفي كان يحتم عليك ضرورة التحقق من صحة الخبر، ولو قمت بذلك لتيقنت في أقل من دقيقة، أنه سبق أن نفى المتحدث باسم العاصمة الإدارية صحة تلك الشائعة في نوفمبر عام 2019.. "صدقا أنت صهيوني مغرض".