درس الكفاءة قبل الإيمان والتقوى في الهجرة النبوية!
لم يكن عبدالله بن اريقط دليل الهجرة على دين الإسلام لكن الرسول العظيم عليه الصلاة والسلام اختاره لأخطر عملية في تاريخ دين الله العزيز الحكيم وأكثرها سرية! ولم يكن عامر بن فهيرة علي دين الإسلام لكن اختير للتعامل مع الأثر علي رمال الحجاز ما بين مكة ويثرب، وهي ثاني أخطر مهمة في أهم عملية في تاريخ الإسلام!
كلاهما على دين آخر معاد للدين الجديد.. لكن الاختيار وقع عليهما ربما لحكمة علينا استخلاصها اليوم.. فكلاهما إشتهر بالصدق والأمانة لكن مع ذلك وقبله اشتهر بالكفاءة في تخصصه! هو ما نحتاجه اليوم ونطلق عليه اختصارا الرجل المناسب في المكان المناسب!
لا مجاملات.. لا توصيات.. لا عواطف أو مشاعر خاصة أو ضعف إنساني من أي نوع! فلو خاب الظن في جانب واحد في أي من الرجلين لفشلت أهم وأعظم مهمة في تاريخنا، كان فارقا في انتصار الإسلام وانتهاء الشرك وعبادة الأصنام إلي الأبد!
الأمر نفسه كرره الرسول عليه الصلاة والسلام عند اختيار قائد الجيش فلم يختر الأكثر علما بأمور الدين مثل معاذ بن جبل، ولا أكثرهم قدرة على تلاوة القرآن كعبدالله بن مسعود، ولا أكثرهم وعيا بالرسالة كلها كعلي بن أبي طالب، ولا أكثرهم قربنا إليه كأبي بكر الصديق، ولا من كان إسلامه فارقا بين الحق والباطل كعمر بن الخطاب، بل إختار الأكفأ.. والأصلح. فكان خالد بن الوليد!
قبل خالد.. اختار بن بلال بن رباح.. حبشي الأصل علي عبد الله بن زيد.. قائلا: "إنه أندى منك صوتا"!
الكفاءة والسمعة معايير حددها ديننا ورسولنا لإختيار أي شخص لأي مهمة.. ونكرر وندعو كثيرا أن يجعل الله رسولنا أسوة حسنة لنا.. فلنجعله كذلك في أهم ما يرتبط ويتعلق بمصالح الناس وحياتهم ومعيشتهم ومستقبلهم.. لو فعلنا ذلك لكنا وبحق نتبع سنته وعلي أفضل ما يكون.. هكذا السنة في الجوهر!