رئيس التحرير
عصام كامل

فشلت فى تعلم النفاق للأسف

فخور أننى عملت في مجلة الزمالك وكنت أعشق الرائد الفذ المهندس محمد حسن حلمى أو حلمى زمورا، في عام 1979 كنت أحد المسئولين عن مجلتى الزمالك والزمالكاوية في الأهرام التى كان يرأس تحريرهما الكاتب الصحفى الشاب فى ذلك الوقت مرسى عطالله، الزمالكاوية ولدت على ايدينا عكس الزمالك عندما انضممت للعمل بها عام 77-78 كانت راسخة ومؤثرة فى الحياة الرياضية..

 

كان سكرتير تحرير الزمالكاوية نائب رئيس تحرير الأهرام وقتها سمير صبحى، وكنت أعرض عليه البروفات قبل الاعتماد، وقبل عرضها على الاستاذ مرسى عطالله، ومجلة الزمالكاوية لها قصص كثيرة، المهم عند عرض ماكيت الصفحة الاولى قال ما رأيكم يا شباب؟ فاذا بقصيدة من المديح من زميلى على الجمال والإبداع وأحلى حاجة في الدنيا، وسط هذا الكلام الجميل، نظر لى الاستاذ سمير صبحى وفال: وإنت يا محمد رأيك إيه؟

 

قلت: والله لو أن الصورة كبرت والعنوان ده مكان ده..الخ، نظر إلى الاستاذ سمير صبحى نظرة كلها غيظ وغضب وأخذ هو البروفات وذهب إلى الاستاذ مرسى عطالله. فوجئت بزميلى ينهرنى بشدة، ويعتب على لعدم مجاملته، فقلت: الصفحة سيئة! فرد زميلى: سيئة زى الفت ما تتحرق يا أخى ياريت تغير إسلوبك ده أحسن!

 

الأسبوع التالى مباشرة وفى نفس مكتبه بالأهرام، والبروفات أمامه سألنا: إيه رأيكم يا شباب؟ فقلت بسرعة: تسلم إيدك يا استاذنا، جميلة فعلا! ابتسم الأستاذ سمير صبحى ثم قال: أنت زكى.. خد البروفات للأستاذ مرسى يعتمدها! خرجنا فاذا بزميلى يقول: خسرت حاجة بالكلمتين دول؟ قلت: الصفحة الاولى فعلا جميلة ولم أجامله!

 

مرت الأيام وذات يوم وأثناء التنفيذ عن طريق شاب مبدع كان إسمه فيصل، وجدت لخبطة شديدة في الموضوعات والصور، فطلبت تعديلها، وهذا أمر يزعج المنفذ الفنى لإنه ما بيصدق يخلص صفحة، كل الشغل كان طبعا ينفذ يدويا وقص ولصق ومشاكل كتيرة، غضب فيصل وأحضر الماكيتات لكى أشاهدها..

 

والحقيقة هو لم يخطئ، نفذ كما خطط سكرتير التحرير الأستاذ سمير صبحى، ووسط النقاش ولابد من تصحيح الخطأ، جاء الأستاذ سمير وأخبرته بأن الماكيت خطأ وبالتالى التنفيذ خطأ! فاذا به يعاند ويقول أنا عارف إيه اللى أنا عملته وهو الصح!

 

انسحبت بهدوء من حجرة التنفيذ بالدور الثالث وصعدت إلى الرابع، ولحظة ما شاهد الاستاذ مرسى عطاالله ملامح وجهى سألنى خير؟


باختصار قلت ما حدث، طلب لى شاى.. وماهى إلا أقل من نصف ساعة وجاء الأستاذ سمير صبحى بالبروفات، وجلس أمامى، وأخذ يتصفح البروفات الاستاذ مرسى ثم فجأة سألنى: إيه ده يا نوار؟ الصور دى غلط والموضوع غلط إنت تحت بتعمل إيه؟


أعدت ما حدث مرة أخرى فى وجود الأستاذ سمير صبحى، وهنا الدرس الرائع فإذا بالاستاذ مرسى عطاالله يقول: نوار تحت يا سمير هو مرسى عطالله، هو جاى من الصبح حتى الليل ليه؟ علشان يشتغل ويعدل ويصحح مش جاى علشان يتفرج علينا!

 

 

درس تعلمته من بداية الطريق، ولكن لم أستطع تعلم النفاق، وزميلى الذى كان ينصحنى بكلمتين مجاملة أصبح صحفيا كبيرا وغضب من الاستاذ مرسى عطالله صاحب الفضل الأول عليه!   وحكايات الصحافة كثيرة إلى لقاء.

الجريدة الرسمية