رئيس التحرير
عصام كامل

قراءة في ملف اختيار الحكومة الجديدة

 دائما يترقب الشعب اختيار حكومة جديدة أو إعادة تشكيل الحكومة، وينتظر ويمهل عسى أن تأتي بجديد يمنح الأمل في خير قادم، ولكن مع اختيار حكومتنا الجديدة وظهور التشكيل بكامل هيئته المعلنة تبدلت آمال عريضة كنا ننتظرها، عسى أن تأتي بالجديد المنتظر.. 

يقولون أن الجواب يبان من عنوانه، والعنوان الأبرز في تحديات الحكومة الجديدة هو أزمتنا الاقتصادية الحادة وغير المسبوقة بأركانها الثلاث الظاهرة للعيان، وعلى رأسها اضطراب حاد في سوق النقد المحلي وانهيار قيمة العملة المحلية، وارتباك حاد في أرقام الموازنة العامة للدولة عنوانه الرئيسى ارتفاع غير مسبوق في حجم الدين العام خاصة الخارجي بما يمثله من ضغوط هائلة على كل مناحى الحياة الاقتصادية والمعيشية في البلاد.. 

وتراجع غير مسبوق أيضا في قدراتنا الإنتاجية في ظل ارتباك سوق الاستثمار المحلي لأسباب محلية وخارجية، وعجز الحكومة السابقة عن إنجاز أي تقدم يذكر في ملف ضبط إيقاع التجارة الخارجية والداخلية، وتنفيذ برامجها سواء لتحديث الصناعات الوطنية أو مواجهة حالات التعثر الواسعة التي اجتاحت منشآت القطاع قبل سنوات، إضافة إلى فشلها في ترسيخ قواعد لضمان المنافسة العادلة والشريفة بالأسواق المحلية.

مع كل ذلك تأتي الاختيارات الجديدة لأعضاء المجموعة الوزارية الاقتصادية من داخل مطبخ الحكومة السابقة، باعتبارهم نواب للوزراء الراحلين ومسئولين عن الملفات الأهم في وزاراتهم لسنوات طويلة، ولكن لم  نرى منهم إنجاز ولا إعجاز نبارك به اختيارهم للمناصب الأهم، ولم يعني في الاختيارات ضخ دماء جديدة وكفاءات تملك رؤية وحلول جديدة لازمتنا الاقتصادية المتصاعدة، ولهذا نحن غير متفائلين.

والأمر لا يقف عند الاختيار لفريق التلامذة لقيادة مهمة قومية كبرى في توقيت حاسم، وإنما نتساءل فقط كيف لشركاء في صناعة ما نحن فيه من مشاكل وما نعانيه حاليا من أزمات أن يأتى الفرج على أياديهم، الأمر صعب التصديق.

وهناك قضية أهم في التشكيل الوزاري الجديد قد تنبئ عن التوجه القادم للحكومة الجديدة في ملف خطير وأساسي هو ملف الصناعة وأهمية أن يكون في مقدمة اهتمامات الحكومة أن تضعه على رأس القطاعات الأولى بالرعاية، إذا كنا نرى أن ما نعيشه من غلاء طاحن وأزمات اقتصادية متكررة ومتسارعة هو أزمة إنتاج وضعف في قدراتنا الإنتاجية وعلى رأسها الصناعية بالأساس.. كيف يسند ملف الصناعة وهو الأهم في المرحلة الحالية لوزير النقل، ويكون التركيز على اختيار وزير جديد للاستثمار، هل هدفنا نبني ونصلح أم شيئ آخر ستنبئنا به الأيام القادمة، وإنا لمنتظرون.

ولا يتبقى لنا إلا أن ندعو مع صديقنا دعاءه الصباحي اليوم.. ‏يارب لك عباد ينتظرون فرجًا فبشرهم، ‏وعباد يرجون رحمتك فأرحمهم، اللهم إني أسألك الصحة والصبر والأمان لشعبنا الكريم.

الجريدة الرسمية