رئيس التحرير
عصام كامل

دعوة الرسول لعمه، تفسير الشعراوي للآية 56 من سورة القصص (فيديو)

الشيخ محمد متولي
الشيخ محمد متولي الشعراوي، فيتو

سورة القصص، تناول الشيخ محمد متولي الشعراوي في خواطره بسورة القصص، قصة دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لعمه، كما بيَّن الهداية المنفية عن رسول الله.

 

سورة القصص الآية 56

قال تعالى: «إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ».

سورة القصص الآية 56

تفسير الشعراوي للآية 56 من سورة القصص


قال الشيخ محمد متولي الشعراوي: هذا خطاب لسيدنا رسول الله، خاصٌّ بدعوته لعمه أبي طالب الذي ظلَّ على دين قومه، ولكنه كان يحمي رسول الله حماية عصبية قربى وأهل، لا محبة في الإسلام، ولله تعالى حكمة في أنْ يظلَّ أبو طالب على الكفر؛ لأنه بذلك كسب قريشًا ونال احترامهم، حيث أعجبهم عدم إيمانه بمحمد وعدم مجاملته له، وأعجبهم أن يظل على دين الآباء، فاحترموا حمايته لابن أخيه، وهذا منع عن رسول الله إيذاءهم، وحمى الدعوة من كثير من الاعتداءات عليها.
 

حرص رسول الله على رد الجميل

وتابع الشيخ الشعراوي: لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصًا على أنْ يردَّ له هذا الجميل، وردُّ رسول الله للجميل لا يكون بعرَض من الدنيا، إنما بشيء باقٍ خالد، فلما حضرت أبا طالب الوفاة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عم، قُلْ لا إله إلا الله كلمة أشفع لك بها عند الله يوم القيامة» فقال: يا ابن أخي، لولا أن قريشًا تُعيِّرني بهذه الواقعة، ويقولون ما آمن إلا جزعًا من الموت لأقررت عينك بها، لكن يُروى أنه بعدما انتقل أبو طالب، جاء العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: يا محمد، إن الكلمة التي طلبتَ من عمِّك أنْ يقولها قالها قبل أن يموت وأنا أشهد بها.

هداية الإيمان والمعونة


وأضاف الشعراوي: ونلاحظ هنا دقة الأداء من العباس، حيث لم يقُلْ: إن هذه الكلمة لا إله إلا الله، بل سماها (الكلمة) لماذا؟ لأنه لم يكن قد أسلم بعد، وسبق أنْ تكلَّمنا في معنى الهداية «إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ…» وقلنا: إنها تأتي بأحد معنيين: بمعنى الإرشاد والدلالة، وبمعنى المعونة لمن يؤمن بالدلالة، ومن ذلك قوله تعالى: «والذين اهتدوا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقُوَاهُمْ» (محمد: 17) أي: سمعوا الدلالة وأطاعوها، فزادهم الله هداية أخرى، هي هداية الإيمان والمعونة، يقول تعالى في هذه المسألة: «وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ» (فصلت: 17) يعني: دللناهم «فاستحبوا العمى عَلَى الهدى» (فصلت: 17)؛ لذلك حُرموا هداية المعونة.
 

الهداية المنفية عن رسول الله

واختتم الشعراوي: إذن: الهداية المنفية عن سيدنا رسول الله «إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ…» هي هداية المعونة والتوفيق للإيمان؛ لأنه صلى الله عليه وسلم هدى الجميع هداية الدالة والإرشاد، وكان مما قال: «ياأيها الذين آمَنُواْ هَلْ أَدُلُّكمْ على تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ» (الصف: 10)، فهداية الدلالة صدرت أولًا عن الله تعالى، ثم بالبلاغ من رسوله صلى الله عليه وسلم ثانيًا.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية