رئيس التحرير
عصام كامل

الاستكبار في الأرض، تفسير الشعراوي للآية 39 من سورة العنكبوت (فيديو)

الشيخ محمد متولي
الشيخ محمد متولي الشعراوي، فيتو

سورة العنكبوت، بيَّن الشيخ محمد متولي الشعراوي في خواطره بسورة العنكبوت، استمرار قارون وفرعون وهامان في استكبارهم وطغيانهم حتى بعد إرسال الحق سبحانه وتعالى النبي موسى لهم بالبينات.

 

سورة العنكبوت الآية 39

قال تعالى: «وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ»

سورة العنكبوت الآية 39

تفسير الشعراوي للآية 39 من سورة العنكبوت

قال الشيخ محمد متولي الشعراوي: ما زالت الآيات تُحدِّثنا عن مواكب الرسالات، لكنها تتكلم عن المكذِّبين عادًا وثمود، وهنا «وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ…» والدليل على قوله سبحانه في الآية السابقة «وَكَانُواْ مُسْتَبْصِرِينَ» [العنكبوت: 38] قوله تعالى هنا «وَلَقَدْ جَآءَهُمْ موسى بالبينات…» أي: بالأمور الواضحة التي لا تدع مجالًا للشك في صدْق الحق سبحانه، وفي صِدْق الرسول في البلاغ عن الله، «فاستكبروا فِي الأرض…» استكبر: يعني افتعل الكِبْر، فلم يقُلْ تكبَّر، إنما استكبر كأنه في ذاته ما كان ينبغي له أنْ يستكبر؛ لأن الذي يتكبّر يتكبَّر بشيء ذاتي فيه، إنما بشيء موهوب؟ لأنه قد يسلب منه، فكيف يتكبَّر به؟
 

استكبار قارون وفرعون وهامان

وتابع الشيخ الشعراوي: لذلك نقول للمتكبِّر أنه غفلت عينه عن مَرأْى ربه في آثار خَلْقه، فلو كان ربه في باله لاستحى أنْ يتكبّر، فالإنسان لو أنه يلحظ كبرياء ربه لَصَغُر في نفسه، ولاستحى أن يتكبَّر، كما أن المتكبر بقوته وعافيته غبي؛ لأنه لم ينظر في حال الضعيف الذي يتعالى عليه، فلربما يفوقه في شيء آخر، أو عنده عبقرية في أمر أهم من الفتوة والقوة، ثم ألم ينظر هذا الفتوة أنها مسألة عرضية، انتقلتْ إليه من غيره، وسوف تنتقل منه إلى غيره، إذن: فقارون وفرعون وهامان لما جاءهم موسى بآيات الله الواضحات استكبروا في الأرض، وأنفوا أن يتبعوا لا بطبيعتهم وطبيعة وجود ذلك فيهم، إنما افتعالًا لغير حق «وَمَا كَانُواْ سَابِقِينَ» فنفى عنهم أن يكونوا سابقين، كما قال سبحانه: «وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ» [الواقعة: 60].

واختتم الشعراوي: والسبق لا يُمدح ولا يُذم في ذاته، لكن بنتيجته: إلى أيِّ شيء سبق؟ كما نسمع الآن يقولون: فلان رجعي، والرجعية لا تُذَم في ذاتها، وربما كان الإنسان مُسْرفًا على نفسه، ثم رجع إلى منهج ربه، فنِعمْ هذه الرجعية، فالسبق لا يُذَم لذاته، واقرأ إنْ شئت قوله تعالى: «وسارعوا إلى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ…» [آل عمران: 133] أي: سابقوا،
والمعنى هنا «وَمَا كَانُواْ سَابِقِينَ» أن هناك مضمارَ سباق، فمن سبق قالوا: أحرز قَصَب السبق، فإنْ كان مضمار السباق هذا في الآخرة أيسبقنا أحد ليفلتَ من أخْذنا له؟ إنهم لن يسبقونا، ولن يُفلِتوا من قبضتنا، ولن يُعجِزوا قدرتنا على إدراكهم.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية