لماذا نسبوا إلى الله البنات وليس الذكور؟ الشيخ الشعراوي يجيب (فيديو)
سورة النحل، تناول الشيخ محمد متولي الشعراوي في خواطره بسورة النحل، مسألة نسب المشركين البنات إلى الله تعالى الله عن ذلك، كما أوضح السبب الذي جعلهم ينسبون البنات لله والذكور لهم.
سورة النحل الآية 57
قال تعالى: «وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ».
تفسير الشيخ الشعراوي للآية 57 من سورة النحل
قال الشيخ محمد متولي الشعراوي: ساعة أنْ تسمع كلمة {سُبْحَانَهُ} فاعلم أنها تنزيهٌ لله تعالى عَمّا لا يليق، فهي هنا تنزيهٌ لله سبحانه وتعالى عما سبق من نسبة البنات له.. تعالى الله عن ذلك عُلوًا كبيرًا.. أي: تنزيهًا لله عن أن يكونَ له بنات، فهل يمكن أن يكون له أولاد ذكور؟ إنهم جعلوا لله البنات، وجعلوا لأنفسهم الذكور، وهذه قسمة قال عنها القرآن الكريم: «أَلَكُمُ الذكر وَلَهُ الأنثى تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضيزى» (النجم: 21-22)، أي: جائرة.
يجعلون لله ما يكرهون
وتابع الشيخ الشعراوي: لم تجعلوها عادلة، يعني لي ولد ولكم ولد، ولي بنت ولكم بنت، إنما تجعلون لله مَا تكرهون وهي البنات لله، وتجعلون لكم ما تحبون.. لذلك كان في جَعْلهم لله البنات عيبان:
الأول: أنهم نَسبُوا لله الولد ولو كان ذكرًا فهو افتراء باطل يتنزه الله عنه، الثاني: أنهم اختاروا أخسَّ الأنواع في نظرهم.. ولا يستطيع أحد أن يقول: إن البنات أخسُّ الأنواع.. لماذا؟
تنزيه الله سبحانه وتعالى
وأكمل الشعراوي: لأن بالبنات يكون بقاء النوع؛ ولذلك قال العباس: لو سمع الله ما قال الناس في الناس لما كان الناس.. أي: لو استجاب الله لرغبة الناس في أنهم لا يريدون البنات فاستجاب ولم يُعْطهم.. ماذا سيحدث؟ سينقطع النسل، فهذا مطْلَب غبيّ، فالبنت هي التي تَلِد الولد، وبها بقاء النوع واستمرار النسل، وقوله تعالى: {سُبْحَانَهُ...}أي: تنزيهًا له أن يكون له ولد، وتنزيهًا له سبحانه أن يكون له أخسَّ النوعين في نظرهم وعرفهم، وقد قال عنهم القرآن في الآية التالية: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بالأنثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يتوارى مِنَ القوم مِن سواء مَا بُشِّرَ بِهِ..} [النحل: 58-59].
هِبَات الله تعالى
وأضاف الشعراوي: ولذلك فالحق تبارك وتعالى حينما يُحدِّثنا عن الإنجاب يقول: {لِلَّهِ مُلْكُ السماوات والأرض يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ الذكور أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيمًا..} (الشورى: 49-50)، أول ما بدأ الحق سبحانه بدأ بالإناث.. ثم أعطانا هذه الصورة من الخَلْق: إناث، ذكور، ذكور وإناث، عقيم.. إذن: هِبَات الله تعالى لها أربعة أنواع، ومن هنا كان العُقْم أيضًا هبةً من الله لحكمة أرادها سبحانه.. لكن الناس لا تأخذ العُقْم على أنه هِبَة.. لكن تأخذه على أنه نِقْمة وغضب، لماذا؟ لماذا تأخذه على أنه نِقْمة وبلاء؟ فربما وهبك الولد، وجاء عاقًّا، كالولد الذي جاء فتنة لأبويْه، يدعوهما إلى الكفر.
الرضا بما يقسه الله
واختتم الشيخ الشعراوي: ولو أن صاحب العقم رضي بما قسمه الله له من هبة العقم واعتبره هبة ورضي به لرأى كل ولد في المجتمع ولده من غير تعب في حَمْله وولادته وتربيته، فيرى جميع الأولاد من حوله أولاده ويعطف الله قلوبهم إليه كأنه والدهم.. وكأن الحق تبارك وتعالى يقول له: ما دُمْتَ رضيتَ بهبة الله لك في العقم لأجعلنَّ كل ولدٍ ولدًا لك، ويُنهي الحق سبحانه الآية بقوله: {وَلَهُمْ مَّا يَشْتَهُونَ}، أي: من الذّكْران؛ لأن الولد عِزْوة لأبيه ينفعه في الحرب والقتال وينفعه في المكاثرة.. إلخ إنما البنت تكون عالةً عليه.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.