رئيس التحرير
عصام كامل

لعبة القط والفأر بين الصحفيين والأدباء.. كامل الشناوي يضع العقاد في ورطة.. يوسف السباعي يغضب بسبب التلاعب في مقالاته.. وهذا ما حدث مع يوسف جوهر ومحمد عبد الحليم عبد الله

صورة نادرة تجمع بين
صورة نادرة تجمع بين نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس

تعتبر مقالب الصحفيين ظاهرة لا تخلو من الجدل، حيث يكون ثمن الفكاهة أحيانًا باهظًا على صاحبها، فقد يكون الهدف من هذه المقالب تحقيق ردود فعل إيجابية أو توصيل رسائل ساخرة، لكن النتائج قد تكون غير متوقعة وتتسبب في إحراجات وصراعات.

الكتاب والأدباء ليسوا بعيدين عن هذه الظاهرة، فمنهم من تعرض لتحريف أقواله، أو حذف جزء من كلماته، مما أدى إلى تشويه معاني أعمالهم الأدبية، هذه الممارسات قد تحدث سواء بشكل متعمد لخلق تأثير أكبر أو بحسن نية ولكن بنتائج غير مرغوب فيها.

من ناحية أخرى، هناك مقالب بطابعها الكوميدي والخفيف، تتقبلها بعض الأطراف وتكون مصدرًا للضحك والتسلية، لكن حتى هذه المقالب قد تسبب في خلافات بسبب تفسيرات مختلفة للنكتة أو الرسالة التي تحملها.

مقالب تعرض لها الادباء منها مقلب تعرض له الأديب عباس محمود العقاد من كامل الشناوى، فذات يوم كتب العقاد مقالًا عنيفًا ضد أحمد نجيب الهلالي وزير المعارف وأعطاه لتوفيق صليب سكرتير التحرير وقال له إنه مسافر إلى الإسكندرية وطلب منه ألا ينشر المقال إلا إذا اتصل به من الإسكندرية،وفى الليل دق التليفون على مكتب توفيق صليب وسمع صوت العقاد يطلب منه نشر المقال غدا، وبعد دقائق دخل كامل الشناوي على صليب ضاحكا فقد كان هو الذي قلد صوت العقاد، وبعد ساعة دق التليفون مرة ثانية ورفع توفيق السماعة وكان المتحدث هو العقاد فعلا يطلب منه ألا ينشر المقال، وظن صليب أن المتكلم هو كامل الشناوى فانفجر فيه: يا أخي ما بلاش دوشة أنت مش لاقى حاجة تعملها يا أخى أنا مش فاضي للعب ده.

عباس محمود العقاد 

ورد عليه العقاد ردًا عنيفًا واستمر توفيق صليب يشتم محدثه وهو لا يعلم انها مقالب من كامل، وكان يظن أنه يشتم كامل الشناوى وذلك قبل أن يكتشف أن محدثه هذه المرة هو العقاد نفسه، عاد العقاد من الإسكندرية وهو في أشد حالات الغضب للشتائم التي جرؤ توفيق على توجيهها إليه وعبثا حاولنا أن نقنعه باللبس الذي وقع فيه توفيق صليب ورفض العقاد أن يصدق كامل نفسه حين اعترف له بالقصة.

الأديب يوسف السباعى 

أما يوسف السباعى فقد نشر له أحد عناوين مقالاته منقوصا مما اعتبره مقلبا فقال: عانيت كثيرا من تلاعب بعض الصحفيين بعناوين المقالات، فمثلا اكون قد ادليت بحديث معين فيطلع على الناس بعنوان غير موجود بالمقال ويكون ذلك هو أول مايثبت فى ذهن القارئ، وقد حدث أن سألني أحد الصحفيين عن رأيى فى موضوع التفرغ فقلت له بالنص "أنا موافق على جزء منه ومش موافق على جزء آخر لأن الموضوع محتاج الى كذا وكذا، فكتب الصحفى فى صحيفته بالخط العريض " يوسف السباعى لا يوافق على موضوع التفرغ " على طريقة لا تقربوا الصلاة ولا يستكمل بقية الآية.

نجيب محفوظ يتميز بحسن النية 

الأديب نجيب محفوظ تعرض فى حياته لكثير من المقالب بسبب حسن نيته فيقول: حياتي كلها مقالب وآخر هذه المقالب مع إحسان عبد القدوس، وقد حدث أنى كنت أجلس في ندوة يوم الجمعة التي كنت اعقدها فى كازينو أوبرا كل أسبوع ودار الحديث حول قصة "انا حرة" لاحسان عبد القدوس، فقال أحد الجالسين أن إحسان عكس شخصيته في بطلة انا حرة، ولم أدر إلا والخبر نشر منسوبا لي، وطبعا غضب احسان جدا وعاتبنى بكلمة على صفحات روز اليوسف، وكنت في الإسكندرية فأرسلت إلى إحسان خطابا أبرئ نفسي من القول وأبت أخلاقي أن أذكر اسم صاحب من قاله تاركا ذلك لشجاعته هو ان اراد، لكن استمر احسان فى الهجوم على.

ويقول الأديب يوسف جوهر الذي لم يسلم من المقالب: أول مقلب مقلب شربته ولا أنساه بالرغم من مرور سنوات طويلة، حدث حين نشرت لي مجلة آخر ساعة قصتي "لقد سبقني" والمعروف عني أني أميل إلى التزمت في كتاباتي والذي حدث إني ذكرت في نهاية القصة (وفي تلك الليلة لم تنم البطلة على الكنبة التي إلى جوار السرير بل ذهبت إلى أقصى مكان في البيت، فتراءي إلى علي أمين أن يحذف الجزء الأخير من الجملة "بل ذهبت إلى آخر مكان في البيت" ففهم القراء أنها نامت على السرير بجوار صديقها وكانت النتيجة الهجوم علي وتلقيت خطابات القراء تلومونني على قلة أدبي وعن خروجي عن الحياء المعروف عني في طريقة كتابتي.

يبحث عن ابنه في شجرة اللبلاب 

أما الأديب محمد عبد الحليم عبدالله فقال ببساطة: هو فيه كاتب أو فنان يسلم من المقالب، التي أصبحت شيئا عاديا في حياتنا؟، فعندما ظهرت لي قصة "شجرة اللبلاب" في السينما، قابلني أحد المخرجين النقاد ليسألني عن رأيي في القصة بعد عرضها، فقلت له: لو أخذ رأيي في السيناريو قبل تحويره لصممت أن تكون قصته كما هي في كتابي، لأني شعرت أن القصة بعد تحويرها في الفيلم أنها مخلوق غير ابني الذي في الكتاب، وفوجئت بإحدى الصحف تقول إن مؤلف شجرة اللبلاب حائر على ولده الذي ضاع في شجرة اللبلاب وأن قسم البوليس أبلغه أنه موجود عنده، وضايقني بالطبع ذلك كما ضايق السيد بدير مخرج القصة.

 ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الأدبية والفنية والثقافية.

الجريدة الرسمية