ساخرون، مناخوليا.. تغييب العقول
خارج عنبر العقلاء.. وخلف سور سرايتنا الصفراء.. ستجد عالما من المُغيبين.. وكل منهم يرى نفسه على الحق بينما كل من سواه على باطل طالما أنه لن يمتثل لقناعاته، التى يريد أن يمليها عليه ويحشو بها عقله.. فى حين أنه هو الآخر يقع في زمرة المُغيبين الملعوب في عقولهم في عالم المناخوليا..
خارج سور العباسية ستجدهم يقنعونك أن عمرو دياب كان على حق عندما ضرب أحد معجبيه على وجهه..ويغضبون منك إذا قلت إن مجلس إدارة الزمالك يصنع بطولة من ورق عندما يلوح بالانسحاب من مباراة القمة..
ويسخرون منك إذا ما قلت إن إمام عاشور متهور ولم يحتمل كونه الفتى المدلل للكرة المصرية وراح بصحبة بعض البلطجية لضرب عامل الأمن بأحد المولات.. ويتهمونك بالعمالة إذا أبديت رأيك في الإخوان وقلت إنهم يستحقون ما هم فيه من إبعاد وتشريد.
خارج هذا السور ستجدهم يصنعون لك أبطالا من ورق ويقنعونك بأنها صنعت التاريخ.. سيؤكدون لك أن انقطاع الكهرباء أفضل من غلاء الأسعار.. وأن سؤال اللغة العربية في امتحان الثانوية العامة ليس المقصود منه الفزلكة وركوب الترند وإنما بغرض تنمية مهارة الطالب الذى يتلظى من أحواله وأحوال أولياء أمره، ورغم ذلك لم يستطع أن يجيب عن السؤال الذى يطلب منه الكشف عن معنى كلمة “يتلظى” وجمع كلمة “حليب”..
أما نحن هنا فى عنبر العقلاء.. فنحمد الله على كوننا لا نعطى أدمغتنا لأحد.. ولا ننبهر بأحد ولا نُصدق أحدا كما أننا لا نُكذب أحدا.. فلا أهمية لدينا لكل ما يدور خارج هذا السور من مناخوليا وتغييب لعقول من يسكنون خارج العباسية!