رئيس التحرير
عصام كامل

ساخرون، مناخوليا.. تغييب‭ ‬العقول

مناخوليا، فيتو
مناخوليا، فيتو

خارج‭ ‬عنبر‭ ‬العقلاء.. ‬وخلف‭ ‬سور‭ ‬سرايتنا‭ ‬الصفراء‭..‬ ستجد‭ ‬عالما‭ ‬من‭ ‬المُغيبين‭..‬ وكل‭ ‬منهم‭ ‬يرى‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬الحق‭ ‬بينما‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬سواه‭ ‬على‭ ‬باطل‭ ‬طالما‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يمتثل‭ ‬لقناعاته،‭ ‬التى‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يمليها‭ ‬عليه‭ ‬ويحشو‭ ‬بها‭ ‬عقله‭..‬ فى‭ ‬حين‭ ‬أنه‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬زمرة‭ ‬المُغيبين‭ ‬الملعوب‭ ‬في‭ ‬عقولهم‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬المناخوليا..

 

‬خارج‭ ‬سور‭ ‬العباسية‭ ‬ستجدهم‭ ‬يقنعونك‭ ‬أن‭ ‬عمرو‭ ‬دياب‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬عندما‭ ‬ضرب‭ ‬أحد‭ ‬معجبيه‭ ‬على‭ ‬وجهه‭..‬ويغضبون‭ ‬منك‭ ‬إذا‭ ‬قلت‭ ‬إن‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬الزمالك‭ ‬يصنع‭ ‬بطولة‭ ‬من‭ ‬ورق‭ ‬عندما‭ ‬يلوح‭ ‬بالانسحاب‭ ‬من‭ ‬مباراة‭ ‬القمة‭..‬

 

ويسخرون‭ ‬منك‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬قلت‭ ‬إن‭ ‬إمام‭ ‬عاشور‭ ‬متهور‭ ‬ولم‭ ‬يحتمل‭ ‬كونه‭ ‬الفتى‭ ‬المدلل‭ ‬للكرة‭ ‬المصرية‭ ‬وراح‭ ‬بصحبة‭ ‬بعض‭ ‬البلطجية‭ ‬لضرب‭ ‬عامل‭ ‬الأمن‭ ‬بأحد‭ ‬المولات‭..‬ ويتهمونك‭ ‬بالعمالة‭ ‬إذا‭ ‬أبديت‭ ‬رأيك‭ ‬في ‬الإخوان‭ ‬وقلت‭ ‬إنهم‭ ‬يستحقون‭ ‬ما‭ ‬هم‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬إبعاد‭ ‬وتشريد‭. ‬

 

خارج‭ ‬هذا‭ ‬السور‭ ‬ستجدهم‭ ‬يصنعون‭ ‬لك‭ ‬أبطالا‭ ‬من‭ ‬ورق‭ ‬ويقنعونك‭ ‬بأنها‭ ‬صنعت‭ ‬التاريخ‭..‬ سيؤكدون‭ ‬لك‭ ‬أن‭ ‬انقطاع‭ ‬الكهرباء‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬غلاء‭ ‬الأسعار‭..‬ وأن‭ ‬سؤال‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬امتحان‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭ ‬ليس‭ ‬المقصود‭ ‬منه‭ ‬الفزلكة‭ ‬وركوب‭ ‬الترند‭ ‬وإنما‭ ‬بغرض‭ ‬تنمية‭ ‬مهارة‭ ‬الطالب‭ ‬الذى‭ ‬يتلظى‭ ‬من‭ ‬أحواله‭ ‬وأحوال‭ ‬أولياء‭ ‬أمره،‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬أن‭ ‬يجيب‭ ‬عن‭ ‬السؤال‭ ‬الذى‭ ‬يطلب‭ ‬منه‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬معنى‭ ‬كلمة‭ ‬“يتلظى”‭ ‬وجمع‭ ‬كلمة‭ ‬“حليب”..

‬أما‭ ‬نحن‭ ‬هنا‭ ‬فى‭ ‬عنبر‭ ‬العقلاء‭..‬ فنحمد‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬كوننا‭ ‬لا‭ ‬نعطى‭ ‬أدمغتنا‭ ‬لأحد‭..‬ ولا‭ ‬ننبهر‭ ‬بأحد‭ ‬ولا‭ ‬نُصدق‭ ‬أحدا‭ ‬كما‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نُكذب‭ ‬أحدا‭..‬ فلا‭ ‬أهمية‭ ‬لدينا‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬خارج‭ ‬هذا‭ ‬السور‭ ‬من‭ ‬مناخوليا‭ ‬وتغييب‭ ‬لعقول‭ ‬من‭ ‬يسكنون‭ ‬خارج‭ ‬العباسية‭!‬

الجريدة الرسمية