ساخرون، مناخوليا، ترندات السوشيال ميديا
خارج عنبر العقلاء.. وخلف سور سرايتنا الصفراء.. لا صوت يعلو فوق صوت الترند.. كل يوم ترند جديد أكثر تفاهة عن الترند الذى سبقه.. وكل يوم حدث جديد تلوكه ألسن أولئك المخابيل على المقاهى وفى المواصلات وأثناء ساعات العمل وكل منهم يردد ما قرأه وشاهده من بوستات وتغريدات وفيديوهات على صفحات السوشيال ميديا من فيس بوك وتويتر ويوتيوب وغيرها فى عالم المخابيل خارج مستشفى العباسية ستجد الحدث يكبر ويكبر حتى يصبح ترند يتم نسيانه مع شروق شمس اليوم الجديد.
ويظهر ترند أكثر تفاهة وإثارة فى نفس ذات الوقت.. ولا تسألنى كيف يصبح التافه مثيرًا لأننى لم أسألك كيف أصبح هؤلاء المخابيل ممن يقطنون خارج العباسية بهذه التفاهة التى تجعل جُل اهتماماتهم ترند ينسونه بمجرد ظهور ترند جديد لا طائل منه سوى المشاركة فى حصد المشاهدات واللايكات والكومنتات التى لا تنم إلا عن فراغ اجتماعى، ومناخوليا عقلية تسود مجتمعاتهم المطحونة بغلاء الأسعار وقلة الحيلة وانقطاع الكهرباء والمياه يوما بعد يوم.
وما يثير دهشتى ودهشة كل زملائى بعنبر العقلاء هو تحول الترند التافه إلى خبر مثير يتم تداوله فى البرامج التليفزيونية والمواقع الصحفية، ويتم مناقشته وتحليله وتفنيد أسبابه وتوقعات ما سيسفر عنه..
والذى يثير دهشتى أكثر وأكثر هو نسيان الترند وطناش نتائجه فى اليوم التالى بدون سبب سوى أن هناك ترند جديد ظهر على الساحة، ولا بد من اللحاق به حتى لا يفوتهم نيل شرف المشاركة فى النشر والتعليق والتفنيد وتوقع ما سيسفر عنه.. أما نحن هنا فى عنبر العقلاء فنحمد الله ليل نهار على كوننا من سكان مستشفى العباسية بعيد عن تلك المناخوليا اليومية!