الحث على العمل، تفسير الشيخ الشعراوي للآية 105 بسورة التوبة (فيديو)
سورة التوبة، أكد الشيخ محمد متولي الشعراوي في خواطره بسورة التوبة، ضرورة الحث على العمل بعد التوبة، كما أوضح ثلاثة أنواع للأعمال.
سورة التوبة الآية 105
قال تعالى: «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ».
تفسير الشيخ الشعراوي للآية 105 من سورة التوبة
قال الشيخ محمد متولي الشعراوي: إذن هم أعلنوا التوبة بعد أن اعترفوا بذنوبهم، وخلطوا عملًا صالحًا وآخر سيئًا، وربطوا أنفسهم في سواري المسجد، وقالوا: لا نحل أنفسنا حتى يحلّنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: خذ من أموالنا صدقة لتطهرنا؛ كل هذا جعل هناك فاصلًا بين ماضٍ ندموا عليه، ومستقبل يستأنفونه قد ولدت الآن، وبدأت صفحة جديدة، فهل أنتم ستسيرون على مقتضى هذه التوبة أم لا؟ ولا تظنوا أن أموركم ستكون في الخفية بل ستكون في العلن أيضًا، أم أموركم الخفية فسيعلمها الله؛ لذلك قال: «فَسَيَرَى الله». أما الأمور التي تحتاج لفطنة النبوة فالرسول صلى الله عليه وسلم سيراها بنوره في سلوككم. أما الأمور الظاهرة الأخرى فسيراها «المؤمنون».
ثلاثة أنواع للأعمال
وتابع الشيخ الشعراوي: نحن هنا أمام ثلاثة أعمال: عمل يراه المؤمنون جميعًا، فالتزموا بهذا المنهج حتى يشهد لكم المؤمنون بما يرون من أعمالكم، وإياكم أن تخادعوا المؤمنين؛ لأن رسول الله بفطنته ونورانيته وصفائه وشفافيته سيعرف الخديعة، أما إن كانت المسألة قد تتعمَّى على المؤمنين وعلى الرسول، فالله هو الذي يعلم، «وَقُلِ اعملوا» أي: اعملوا عملًا جديدًا يناسب اعترافكم بذنوبكم، ويناسب إعلانكم التوبة، ويناسب أنكم ربطتم أنفسكم في المسجد، ويناسب أنكم تصدقتم بالأموال، عمل تستأنفون به حياتكم بصفحة جديدة، واعلموا أننا سنرقب عملكم، الله يرقبه فيما لا يعلمه البشر، وهو النيَّات، ورسول الله يعلمه فيما يطابق نورانيته وإشراقه، والمؤمنون يعلمونه في عاديات الأمور.
الرجوع إلى الله
وأضاف الشعراوي: وهذه الرؤية من الله ومن الرسول ومن المؤمنين لا تكون لها قيمة إلا إذا ترتب عليها الجزاء ثوابًا أو عقابًا، فهي ليست مجرد رؤية، بل إن الرائي يملك أن يثيب أو أن يعاقب. وأنكم راجعون إليه لا محالة. وإذا كنتم في الدنيا تعيشون في الأسباب التي يعيش فيها الكافر والمؤمن، ويعيش فيها الطائع والعاصي، فهناك عالم الغيب الذي يملكه الله وحده: «لِّمَنِ الملك اليوم لِلَّهِ الواحد القهار» [غافر: 16]، إذن: سيعامل التائب معاملة جديدة، وما دام قد تاب، فلعله بسبب الغفلة التي طرأت عليه فأذنب؛ غفل عن اليوم الآخر، فيحتاج إلى تجديد التذكير بالإيمان، لذلك قال: «وَقُلِ اعملوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ والمؤمنون».
انفراد الله بعلم الغيب
وأكمل الشعراوي: قوله سبحانه:(فَسَيَرَى) ذكر الفعل مرة واحدة، فالرؤية واحدة ملتحمة بعضها ببعض لتروا هل أنتم على المنهج أم لا؟ «وَسَتُرَدُّونَ إلى عَالِمِ الغيب والشهادة» أما علم الغيب فانفرد به الله سبحانه، وأما عالم الشهادة فالرسول سوف يعلم عنكم أشياء، وكذلك المؤمنون يعلمون أشياء، وربنا عالم بالكل. وسبحانه لا يجازي على مجرد العلم، بل بنية كل إنسان بما فعل، وسبحانه يقول: «كفى بِنَفْسِكَ اليوم عَلَيْكَ حَسِيبًا» [الإسراء: 14]، ولذلك يُنهي الحق هذه الآية بقوله: {فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} وهؤلاء الذين اعترفوا بذنوبهم، وربطوا أنفسهم في السواري، وتصدقوا بالأموال، وأعطى الله فيهم حكمه بأن جعل رسول الله هو من يحل وثاقهم من السواري، وقبل منهم الصدقات؛ ليسوا وحدهم، فهناك أناس آخرون فعلوا نفس الأمر، لكنهم لم يربطوا أنفسهم في سواري المسجد، ولا اعترفوا بذنوبهم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.