رئيس التحرير
عصام كامل

في معنى التهاني على العالم الافتراضي!

نتأمل حالة التهاني في العالم الافتراضي نجدها في تباين يستحق التأمل.. بعضهم بعدد أصدقاء محدود تذهب لتهنئته بأحد الأعياد الدينية أو حتى بعيد ميلاده هو نفسه، فيكون رده إعجابا أو دعما على تهنئتك.. بينما آخرون من ذوي العدد الكبير من الأصدقاء يرد علي تهاني مماثلة بامتنان بالغ بما يدفعك إلى الرد على الرد.. أو يكون العكس.. جاء لتهنئتك لمناسبة ما.. فترد عليه وهذا طبيعي.. 

لكنه يقوم خجلًا بالرد على الرد! يشعر بالحرج أن تكون رسالتك آخر ما يكتب، والمشكلة ستحدث إن كان كلاهما على ذات السلوك فسنكون أمام وقت طويل من الرسائل والرسائل المقابلة حتى يقتنعا بضرورة توقف أحدهما!

  الحالتان الأخيرتان يعكسان شخصية صاحبهما.. من الكرم والعطاء والعرفان للآخرين بالجميل حتى لو كان سطرا بسيطا على عالم من الوهم لا تعرف فيه الأغلبية باقي الجيران على الصفحات المجاورة، ولا حقيقة ما يضعونه من صور وأسماء وصفات، لكن مثل هذه التهاني تعكس الحالة التي عليها البعض ودواخلهم، كما تعكس أحيانًا أمزجتهم ونفسيتهم في لحظة ما!

كثيرون يفضلون الرسالة المكتوبة خصيصًا عن الرسائل الجماعية التي لا تميز أحدًا عن أحد، ويشعر بعضهم فيها باستسهال وبعضهم بتجاهلها بمبدأ أنه لا دليل علي قصد إرسالها به.. إنما هي بريد وصل مع ما أرسل للآخرين وبعضهم يراها خاصة في غير المناسبات الرسمية إزعاجًا لا داعي له..

وتبدو أقل درجات التهنئة تلك الرسائل المحولة من شخص إلى آخر فيرسلها الثالث كما هي دون تعب أو مشقة بما يرونها لا تفتقد الخصوصية والقصد فحسب بل وللمودة أيضًا!


على كل حال.. كل جهد فيه إسعاد للآخرين يستحق التحية والاحترام كما يستحق العرفان والامتنان وتبقى النيات على الله وكذلك ظروف كل واحد.. قريب أو صديق.. حقيقي أو افتراضي.. وبعض الافتراضيين سبقوا في الواجب وصدق المشاعر الكثيرين ممن نعرفهم وتعرفونهم في الواقع..
وكل عام والجميع بخير..

الجريدة الرسمية