رئيس التحرير
عصام كامل

ساخرون، مناخوليا.. المستقبل المجهول

مناخوليا، فيتو
مناخوليا، فيتو

خارج عنبر العقلاء.. وخلف سور سرايتنا الصفراء.. ستجد أناسا أفكارهم مرتبكة وأحداثهم متشابهة.. همومهم تافهة ومشكلاتهم لا قيمة لها.. يعيشون يوما بيوم.. ماضيهم فى طى النسيان.. ومستقبلهم مجهول.. أما حاضرهم فخارج السيطرة، تتداولهم الأيام.. وتأكلهم الأسعار.. وتشيبهم الهموم.. وأنفاسهم مقطوعة بصفة يومية كما انقطاع الكهرباء.. أما مشكلاتهم فلا قيمة لها.


خارج سور العباسية ستجد أناسا لا يفكرون سوى فى أسعار الطعام.. مهمومون بنتائج مباريات الأهلى والزمالك ومنتخب لا يبشر بأى إنجاز قادم.. طموحهم مجرد فرخة أو كيلو سمك بلطى وراتب يكفى لشراء لحوم العيد الكبير الذى سيهل عليهم خلال أسابيع قليلة لا تتعدى أصابع كف واحد من أكفهم المرتعشة.


يتابعون أبناءهم واحدا تلو الآخر.. فهذا يمتحن فى الابتدائى وذاك فى الإعدادى وثالثهم تنحل جسده دروس الثانوية العامة.. أما الأبناء أنفسهم فلا يعلمون لماذا يتعلمون طالما مستقبلهم سيشبه حاضر آبائهم المطحونين فى عالم باتت أحداثه مجرد ترندات تأخذ وقتها ثم تزول وكأنها لم تكن من الأساس.


مناخوليا يومية تسيطر على عقول هؤلاء المجانين ممن هم خارج سور سرايتنا الصفراء.. بينما نحن هنا فى عنبر العقلاء داخل مستشفى العباسية نضرب كفا بكف على ما نشاهده ونسمعه عنهم.. ونحمد الله على كوننا نعيش هنا فى عالم اللاشيء.. فلا ماضى يؤرقنا ولا حاضر يقهرنا ولا مستقبل يشغل بالنا.. ولله المنة والفضل!

الجريدة الرسمية