هل حقا مصر سلة غذاء العالم؟!
سؤال يتبادر إلى الذهن خلال المرحلة الحالية التي يعاني فيها المصريون أشد المعاناة في الحصول على الغذاء، إما بسبب ارتفاع سعره تارة، وإما بفعل العوامل المناخية تارة أخرى.. ففي هذه الآونة الحالية كتيرا ما يصيح البعض مستنكرا أهذا هو حال سلة غذاء العالم كما يقول البعض؟!
والحقيقة أن السؤال ربما يكون واقعيا فعلا إلا أن الإجابة عليه تكشف أن ذلك ربما كان في عصور سابقة، حين كانت مصر بلد زراعي، استغلت ضفاف النيل في الزراعة وقامت باختراع الآلات الزراعية التي تفيد الإنسان في الزراعة وتطويرها، ولكن الحادث الآن أن مصر باتت تعاني من ندرة المياه وما سد النهضة عنا ببعيد..
أضف إلي ذلك إلي التعدي علي الأراضي الزراعية، ناهيك عن عزوف البعض عن الزراعة في ظل إرتفاع تكلفة الإنتاج وانخفاض المدخول والعائد المادي، أضف إلي ذلك حالة الكسل واللامبالاة التي بات يعاني منها العديدون، وكم الإحباطات التي نسمعها يوميا من الفلاحين وغيرهم، وكأن ما نعانيه اليوم ليس له علاج، أو كأننا وكما يقول البعض لم نعاني من مثل تلك المشكلات من قبل.
والحقيقة أنه بالعودة للتاريخ القديم والحديث وحسبما يقول المؤرخون فإن حوادث التاريخ تتكرر، وعلي المرء استنهاض همته وتقويه عزيمته في مواجهة الضغوط والظروف الحياتية والمعيشية التي يحياها، إلا أنه للأسف بات الركون إلي الشكوى واللامبالاة والتعطيل هو سبيل الكثيرين في هذه الأيام، التي ربما لن تتغير أحوالهم ما لم يتم مواجهة المشكلات بعزم من حديد وإرادة لا تعرف المستحيل لإستعادة سلة الغذاء وإعادة الأيام الخوالي.