أزمة الأسعار والحكومة
استبشر المواطنون خيرا حين أعلنت الحكومة عن مبادرة تخفيض السلع والتي لاقت إعلاميا صدى واسعا، إلا أنه فاتها -الحكومة طبعا- ما حكاه لي صديق يعمل بالتجارة حينما أخبرته عن المبادرة الحكومية لتخفيض السلع وهالني ما قاله، فقد تحدث الرجل بصدق عن أزمة حقيقية في السوق بدأت بأزمة الدولار التي تلاها ارتفاع كبير في الأسعار مع تجاهل حكومي لما يحدث في السوق..
فضلا عن انعدام رؤية الوضع الاقتصادي، فيما بعد أزمة الدولار وتحديدا ماذا بعد هذه الأزمة، وتوقعات الكثيرين الخاطئة بالرهان علي عدم حل أزمة الدولار، وهو الأمر الذي دفع الكثيرين لتخزين السلع، وما تلاه من أزمات في السكر والزيت وغيره من السلع، وهو الأمر الذي دفع الجشعين من التجار لتخزين السلع بأسعار السوق وقتها..
وهي أسعار كانت عادلة وقتها، إلا أنها أصبحت حاليا مغالى فيها، وهو الأمر الذي دفع التجار لمحاولة التخلص من هذه السلع بأسعارها التي تم الشراء بها بعيدا عن المكسب الذي سيتحقق من ورائها، يأتي هذا في الوقت الذي تريد فيه الحكومة تخفيض السلع..
وهو أمر لاشك أنه يخدم قطاعات عريضة من المواطنين إلا أن ذلك سيأتي على حساب هؤلاء الجشعين الذين يتحكمون في الأسواق، ويفاقمون الأزمة بالإصرار على بيع السلع كما يريدون لا كما تريد الحكومة.
والحقيقة أن الطرفين لكل منهما مصلحته الخاصة فيما يبقى الشعب حائرا بين الطرفين، يسمع الحكومة إعلاميا تتحدث عن مبادرة تخفيض السلع بينما يرى التجار في الأسواق وهم يتحدثون عن غلاء أسعار السلع وخسارة المكاسب ومحاولة بيع السلع بأسعار شرائها حتى لا يخسرون المزيد من الأموال، خاصة بعد الجهود الحكومية لتخفيض سعر الدولار والحد من أزمة الغلاء.