في ذكرى ميلاده الـ 101، محطات في حياة محمود مرسي من الفلسفة والتدريس إلى التمثيل والإخراج
محمود مرسى، عندما نتحدث عن تاريخ السينما المصرية، لا بد وأن نتذكر شخصية لها بصمة مميزة في عالم التمثيل والفن، وهو الفنان الكبير محمود مرسي، فقد كان محمود مرسي عملاقًا في عالم الفن، وصاحب شخصية متفردة لا يمكن نسيانها.
منذ صغره برزت مواهبه الفنية، حيث كان يتألق في مسارح الإبداع وينبض بروح التمثيل الرائعة. اشتهر مرسى بعتريس السينما، ليس فقط بسبب موهبته الفنية الفريدة، ولكن أيضًا بسبب تأثيره الكبير في عالم الفن المصري.
لم يكن محمود مرسى فقط فنانًا بارعًا، بل كان أيضًا استاذًا لفن التمثيل. كان يتقن الجمع بين العاطفة والفكاهة والدراما في أدواره، مما جعله يحظى بشعبية كبيرة واسعة النطاق.
منذ قدم دور الأديب عباس محمود العقاد في مسلسل "العقاد"، انطلقت مسيرة محمود مرسى نحو الشهرة والعظمة. لقب بعنوان العملاق نظير أدائه الاستثنائي والمميز.
وبجانب عطائه الفني الكبير، كان محمود مرسى استاذًا للفلسفة، حيث كانت لديه رؤى وأفكار تعكس عمقه الفكري وتنوع اهتماماته.
ولد الفنان محمود مرسى فى مثل هذا اليوم عام 1923 بالإسكندرية، انفصل والده عن والدته فألحقه بمدرسة داخلية تقوم على دراسة اللغات وقد صرح أكثر من مرة أن هذا الانفصال أثر فى حياته كثيرا، درس الفلسفة بجامعة الإسكندرية.
محمود مرسي أشاد طه حسين بأدائه فى أوديب
أثناء المرحلة الثانوية رشحه زملاؤه في المدرسة لبطولة مسرحية "لويس السادس عشر"، كما لعب أثناء دراسته للفلسفة في الجامعة دور البطولة في مسرحية "أوديب" لسوفوكليس، وصعد الدكتور طه حسين الذي حضر العرض حينذاك للمسرح مشيدًا بأداء مرسي لشخصية أوديب.
محمود مرسي عمل مخرجا بالإذاعة المصرية وترجم المسرحيات العالمية
عمل الفنان محمود مرسى مدرسا للفلسفة لمدة خمس سنوات، وفي عام 1951 ترك التدريس بالاتجاه للفن، فباع منزله وسافر لدراسة الإخراج في معهد الدراسات العليا السينمائية (الأيديك) بفرنسا، ونجح في دراسته وعمل بالإذاعة الفرنسية، غير أنه تعرض خلال العدوان الثلاثي على مصر 1956 لضغوط لقراءة تعليقات جارحة عن مصر تمس الوطن والرئيس جمال عبد الناصر، فرفض وغادر فرنسا إلى بريطانيا ليرحل عنها أيضًا بعد أشهر قليلة، لرفضه وزملائه البقاء في بلد يعتدي على بلاده ويهاجم أراضيها، وهي بطولة تحدثت عنها الصحافة المصرية في ذلك الحين، وعين عقب عودته مخرجًا بالإذاعة المصرية، حيث أخرج ومثل العديد من المسرحيات المصرية والعالمية.
فى عام 1964 شارك محمود مرسى في بطولة مسلسل "المانشيت الأحمر" أمام محمد رضا، وعادل إمام، للمخرج رمسيس نجيب، وابتعد بعده عن الدراما لثمانية أعوام قبل أن يعود إليها مجددًا عام 1972 من خلال مسلسل "بنك القلق" مع سناء جميل ومحمود المليجي وأبو بكر عزت، وفي العام التالي قدم "عندما يشتعل الرماد" مع ناهد يسري ونعيمة وصفي للمخرج إبراهيم الشقنقيري، وفى عام 1976 قام ببطولة مسلسل "إني راحلة" للمخرج نور الدمرداش وبعده مع الدمرداش أيضا: بنت الأيام، الليلة الموعودة، ومع مديحة كامل قدم مسلسل " المجهول " وبعده قدم " زينب والعرش "، ثم اختاره يحيى العلمى لتمثيل دور الأديب عباس العقاد فى مسلسل " العملاق ".
كان المخرج محمد فاضل أول من قدم محمود مرسى فى عمل تليفزيونى رمضانى هو مسلسل (رمضان والناس) مع ليلى طاهر وصلاح منصور لينطلق بعدها فى أروع المسلسلات أبو العلا البشرى، عصفور النار، العائلة والثلاثية وجميعها قدمت بعد ذلك فى رمضان، ويعلق المخرج محمد فاضل على تعاونه معه فيقول: إن مرسى خجول ويفضل العزلة ودائرة أصدقائه محدودة ولا تشغله المظاهر والمال هو آخر ما يشغله لذلك فهو لا يجيد التفاوض فكان كثير الرفض للأعمال التى تعرض عليه.
اتجه الفنان محمود مرسى إلى السينما عام 1962 ليبدأ مشوارا بلغ 25 فيلما فقط، وكانت أول أدواره فى فيلم " أنا الهارب "، أما أول بطولة سينمائية فكانت فيلم "الباب المفتوح " أمام فاتن حمامة، ومن أشهر أدواره فى السينما دور عتريس فى فيلم (شيء من الخوف) أما آخر أفلامه فكان فيلمى سعد اليتيم وحد السيف، وقد اختير ستة من أفلامه فى قائمة أفضل 100 فيلم فى السينما المصرية هى السمان والخريف، شيء من الخوف، أغنية على الممر، زوجتي والكلب، وليل وقضبان، أبناء الصمت، تحول بعد ذلك إلى ممثل بل نجم تليفزيونى فقط ليصبح عملاق الدراما وقال مقولته الشهيرة (لا يوجد فى السينما ما يستحق تقديمه).
عن اتجاهه للفن قال محمود مرسى:لم أفكر ولم أرغب في أن أكون ممثلًا، ولكن كتب علي التمثيل كما لو كان قدرًا لا فكاك منه، وكلما كنت أهرب منه أفاجئ به يحاصرني من جديد، إن التمثيل بالنسبة لي في كل المراحل كان أقرب إلى الكرة التي كنت أحاول التخلص منها، فأقذفها بقوة إلى آخر مدى، فتعود لي بالقوة ذاتها.
محمود مرسي.. عاش بعيدا عن الأضواء
عاش محمود مرسي منعزلا بعيدا عن الأضواء طوال مشواره الفني الذي يزيد على نصف قرن، إذ لا تجد له حوارًا صحافيًا أو تلفزيونيًا إلا فيما ندر، مكتفيا بالتدريس فى معهدى السينما والفنون المسرحية، ولا يكاد جمهوره يعرف عن حياته الخاصة سوى زواجه من الفنانة سميحة أيوب، الذي استمر نحو ثلاث سنوات، وأنجب ابنًا منها هو الدكتور علاء الفنان والطبيب النفسي.
كتاب يحكى سيرة محمود مرسي باسم العملاق
بعد رحيل الفنان محمود مرسى بما يقرب من عشرين عاما كان آخر تكريم اقيم له فى احتفاء مهرجان الإسكندرية السينمائي خلال دورته الـ39 الماضية احتفالا بمئوية ميلاده، وصدر كتابًا يتناول مسيرته بعنوان "العملاق" كتبه الدكتور وليد سيف أستاذ النقد السينمائي في أكاديمية الفنون.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية