التاريخ والرقص الشرقي!
كثيرون وفي ظل تعليم تدهور قبل أربعين عامًا لا يعرفون الفرق بين الرأي والحقيقة.. وأن الأول ملك صاحبه لكن الثانية ملك عام لا يصادره أحد، وأن تاريخ الأمم مجموعة من الحقائق المتتالية استقر في الضمير العام أنها أحداث وقعت وتحولت بالفعل إلي تاريخ!
والتاريخ يجوز مناقشته، تحليله، رؤية حدث ما من منظور جديد،أو مناقشته وفق معطيات جديدة أو وضعه جنبا إلي جنب أحداث أخري، ليعطي جملة مفيدة في حياة شعب ما، وهنا في بلادنا يعتقد البعض أن أي رأي لكاتب ما عن واقعة تاريخية أنه التاريخ بعينه!
حتي تجد أشخاصا طوال عراض لهم حيثية في المجتمع -أو المفترض أنهم كذلك- يطلون علي الناس عبر مختلف وسائل الإعلام، يقولون كلاما هو في الأصل رأي لصاحبه، وينقلونه لأجيال جديدة باعتباره حقيقة ثابتة مؤكدة، وبالتالي فهو تاريخ لوطنهم! والمؤسف بل المصيبة أنه عند سؤالهم عن مصدر كلامهم يردون علي الفور: فلان أو فلانة قال أو قالت!
متي يكون للتاريخ في بلادنا- أو للدقة تاريخ بلادنا- صاحب؟! يحميه ويصحح أي خطأ أو عبث أو تزييف يطوله؟! أي مجال في الدنيا حتي لو كان الرقص الشرقي إذا هوجم الآن -ونضرب به المثل لاعتقاد البعض أنه بلا جهة تحميه أو أشخاص يدافعون عنه- ستجد من يتقدم ليدافع عنه فما بالنا بتاريخ أمتنا؟! كيف يترك هكذا بلا صاحب؟! كيف يترك وقائع وأحداث وتضحيات ودماء ودموع وعرق بلا حارس؟! نكلم من في بلادنا: من مهامه حماية تاريخ البلاد؟! هل يعرف أحد ؟!