القديس الأنبا باخوميوس، رحلة أب الشركة الرهبانية
تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، ذكرى نياحة القديس الأنبا باخوميوس أب الشركة الرهبانية.
قصة القديس الأنبا باخوميوس
سنة 64 للشهداء ( 348م )، تنيَّح القديس الأنبا باخوميوس أب الشركة الرهبانية. وُلِدَ في طيبة ( الأقصر حاليًا )، من أبوين وثنيين نحو سنة 290م.
كان منذ طفولته محبًّا للعفة والطهارة، غير راض عن العبادة الوثنية، ولا يشترك في ولائمها. أخذه والده مرة ليقدما ذبيحة للشياطين التي في النهر، وإذ رآه كاهن وثنى صرخ قائلًا: " ابعدوا عدو الآلهة من هنا حتى تكف عن غضبها علينا ". تجند باخوميوس في الجيش وكان منطلقًا مع زملائه لاقماع ثورة ضد الإمبراطور قام بها ملك الحبشة. وفي الطريق استراحوا عند شاطئ مدينة لاتوبوليس (إسنا حاليًّا)، فخرج أهلها وقدموا لهم طعامًا وشرابًا بسخاء وفرح. فسأل باخوميوس عن سبب هذا الكرم، فقيل له أنهم يفعلون هذا من أجل إله السماء، فقرر أن يصير مسيحيًا إن عاد سالمًا وبتدبير إلهي خمدت الثورة، وسُرح الجنود. فتوجه القديس إلى دندرة حيث سجل اسمه في قائمة الموعوظين، ثم اعتمد بيد الأنبا سيرابيون أسقف دندرة سنة 314م.
ظل قرابة ثلاث سنوات يمارس أعمال المحبة والرحمة والتهب قلبه نحو التكريس فذهب للقديس الأنبا بلامون (ما زال يوجد بقرية الصياد شرقي نجع حمادي دير أثرى قديم باسم الأنبا بلامون) حيث ترَّهب ومكث تحت طاعته سبع سنين أتقن فيها أمور الرهبنة جيدًا. ثم ظهر له ملاك الرب وأمره أن يؤسس نظام الشركة الرهبانية، فأخبر معلمه الأنبا بلامون بكلام الملاك، ففرح جدًا وبارك العمل وذهب معه إلى طبانسين (طبانسين: مقابل دندرة بمحافظة قنا) وساعده في بناء أول دير، ثم استأذن منه ليعود إلى مغارته على أن يلتقيا مرة كل عام. وسرعان ما ازداد عدد الوافدين للشركة الرهبانية، فبنى لهم عشرة أديرة. وجاء أخوه الأكبر يوحنا حيث ترَّهب عنده، وساعده في إنشاء الأديرة. كما جاءته أخته فشجعها على الحياة الرهبانية وأسس لها ديرًا شرقي النيل ضم نحو ثلاثمائة راهبة.
جعل باخوميوس جميع الأديرة تحت نظام واحد في عمل اليد وأوقات الصلوات الجماعية، ومن حيث الصوم كان على الراهب أن يتناول الطعام مرتين في اليوم. وكان هو أبًا على جميع الأديرة، وجعل لكل دير رئيسًا وكان يتفقد الرهبان بصفة منتظمة للاطمئنان عليهم. وقد رفض باخوميوس الدرجات الكهنوتية في الأديرة، وعندما شعر أن البابا أثناسيوس الرسولي سيقوم برسامته كاهنًا هرب، فقال البابا لأولاده الرهبان:
" قولوا لأبيكم الذي بنى بيته على الصخرة التي لا تتزعزع وهرب من المجد الباطل: طوباك وطوبى لأولادك ". وعندما اطمأن أن البابا لن يرسمه استقبله عند عودته من أسوان بفرح شديد.
فتح القديس أبواب أديرة الشركة لغير المصريين من اليونانيين والرومانيين وغيرهم، وكان لكل جماعة رئيسًا عليها. وكان يسمح بالتوحد لمن وجد لديه الرغبة في ذلك.
أما عن القديس فكان معروفًا بوداعته واتضاعه، فعندما سأله أحد الإخوة أن يحكى له منظرًا من المناظر الروحانية، أجاب:
"إذا رأيت أخًا وديعًا متواضعًا فعن غير هذا المنظر لا تسأل".
كان القديس محبًا لأولاده وحازمًا أيضًا، وهكذا ظل القديس رئيسًا لنظام الشركة الرهبانية إلى حين تفشى في مصر وباء الطاعون، فكان القديس يطوف بين المصابين بهذا الداء يفتقدهم. وبينما كان يحضر صلاة عيد الصعود أحس بأعراض هذا المرض الخبيث في جسمه. وبعد انتهاء الخدمة دعا تلاميذه وعين لهم القديس بترونيوس رئيسًا على الأديرة من بعده.
ونقدم لكم من خلال موقع ( فيتو )، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.