زي النهاردة، وفاة الحكم بن هشام أشد حكام الدولة الأموية
في مثل هذا اليوم من عام 822 توفى الحكم بن هشام ثالث أمراء الدولة الأموية في الأندلس، وأحد أشد الحكام الأمويين في تاريخ الدولة.
مولد الحكم بن هشام ونشأته
ولد الحكم بن هشام عام 154 هـ في قرطبة للأمير هشام بن عبد الرحمن ثاني أمراء الدولة الأموية في الأندلس من جاريته زخرفن وقد بويع له بالإمارة بوصية والده 180 هـ.
واستهل الحكم بتنظيم حملة عسكرية بقيادة عبد الكريم بن عبد الواحد بن مغيث لغزو ألبة والقلاع، كما قضى على الثورات التي اندلعت في محاولة لاقتناص الحكم .
وفي عام 189 هـ، تسرّبت إلى الحكم أخبار مؤامرة يدبرها بعض فقهاء وأقطاب قرطبة -أمثال عيسى بن دينار ويحيى بن يحيى الليثي ويحيى بن مضر القيسي- الساخطين على سلوك الحكم مع بعض أقارب الحكم فأمر بالقبض عليهم، وأعدم 72 رجلًا منهم «يحيى بن مضر القيسي» وعمّيه «أمية» و«كليب» ابنَـي «عبد الرحمن الداخل»، وفر «يحيى الليثي» و«عيسى بن دينار».
وفي عام 190 هـ، ثار البربر في ماردة، فسار إليهم الحكم بنفسه، إلا أنه ارتد سريعًا بعد أن بلغته أنباء التمرد في بعض ضواحي قرطبة، وأسكن التمرد، وظل البربر في ماردة على تمردهم يهزمون حملات الحكم المتوالية إلى أن أخضعهم الحكم عام 197 هـ.
وفي عام 191 هـ، رتب الحكم بالتنسيق مع «عمروس بن يوسف» -واليه على طليطلة- وليمة لوجوه طليطلة الذين كانوا ينزعون للثورة على حكمه، ثم دبرا مذبحة أودت بحياة المئات منهم.
وفي 13 رمضان 202 هـ، قام أهل قرطبة -خاصة سكان حي الربض الجنوبي- بثورة ضد الحكم بن هشام، نتيجة زيادة الضرائب، وقيام الحكم بقتل عشرة من رؤوس المدينة وصلبهم، ثم قيام مملوك للحكم بقتل أحد أهل المدينة لأنه طالبه بثمن صقل سيفه وهاج أهل قرطبة -وخاصة أهل الربض الجنوبي- وتوجهوا نحو القصر لإسقاط الحكم بن هشام، فقاومهم بكل ما أوتي من قوة.
ولم تنتهِ الثورة إلا بعد ثلاثة أيام بعد أن أفنى عددًا كبيرًا من الثائرين، ثم أمر الحكم بصلب ثلاثمائة من الثوار فتفرقوا بين المدن وهاجر بعضهم إلى المغرب والإسكندرية، وقد عرفت تلك الأحداث بوقعة الربض، وإليها يرجع تلقيب الحكم بن هشام بـ «الحكم الربضي».
غزوات الفرنج والجليقيين
في عام 181 هـ/797م استولى جيش بقيادة ابن شارلمان لويس ملك آكيتين على مدينة جرندة، بعد أن عبر البلنسي على جبال البرانس ليطلب دعم شارلمان، وقد عاث هذا الجيش في الثغر الأعلى، قبل أن ينسحب عائدًا أدراجه.
وفي عام 185 هـ/801م، استغل ألفونسو الثاني ملك أستورياس انشغال الحكم بن هشام بالثورات الداخلية، وتحالف مع «شارلمان» الذي سيّر جيشًا كبيرًا بقيادة ابنه لويس الورع لمهاجمة برشلونة التي صمدت لسبعة أشهر تحت الحصار إلى أن سلمّت، لتصبح برشلونة من حينها قاعدة لإمارة كتالونيا الجديدة.
في عام 193 هـ/809م، هاجم جيش «لويس الورع» طرطوشة وحاصرها، فأرسل الحكم جيشًا بقيادة ابنه «عبد الرحمن» هزم جيش لويس، وفك حصار طرطوشة.
وفي عام 194 هـ/810م، هاجم «ألفونسو الثاني» ملك أستورياس قلمرية وأشبونة، فغزا الحكم ألبة والقلاع وعاد بالغنائم. وفي عام 196 هـ، أرسل الحكم جيشًا بقيادة عمه «عبد الله البلنسي» لغزو قسطلونة، فهاجم برشلونة، ولكن دون أن يفتحها.
كما بعث الحكم قائده «عبد الكريم بن عبد الواحد بن مغيث» عام 200 هـ/816م في جيش لغزو جليقية، خاض بعض المعارك التي عاد منها محملًا بالغنائم.
بعد وقعة الربض، مرض الحكم بن هشام مرضًا لازمه أربع سنوات، وفي 11 ذي الحجة 206 هـ، اشتد مرضه فأوصى بالعهد إلى ابنه «عبد الرحمن» ومن بعده ابنه «المغيرة بن الحكم»، وأمر بأخذ البيعة لهما، فكان بذلك أول من يأمر من أمراء الأندلس بأخذ بيعة العهد.
وتوفي الحكم بعد ذلك في 26 ذي الحجة 206 هـ، وصلى عليه ابنه «عبد الرحمن» ودفن بالقصر.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.