هزم الفرس وفتح مدائن كسرى، أبرز المحطات في حياة الصحابي سعد بن أبي وقاص
شخصيات إسلامية، يعد الصحابي سعد بن أبي وقاص من الشخصيات المبجلة في تاريخنا الإسلامية، حيث أنه من أول السابقين إلى الإسلام ولم يسبقه سوى أبو بكر وعلي بن أبي طالب وزيد بن حارثة، ويعتبر من ضمن العشرة المبشرين بالجنة، وشهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم جميع غزواته وقاد الجيش في معركة القادسية، وهزم الفرس، وفتح مدائن كسرى، وفتح الكوفة بالعراق وبنى بها مسجدا، وهو أوّل من رمى بسهم في سبيل الله، وأحد قادة الفتح الإسلامي لفارس ومن أهم مواقفه سريته في ذي القعدة على رأس تسعة أشهر من الهجرة إلى المدينة المنورة.
وفي السطور التالية نستعرض لكم أبرز المحطات في حياة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص:
اسمه ومولده
هو: سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
ولد سعد بن أبي وقاص في مكة عام 23 قبل الهجرة، نشأ في قريش، واشتغل في بري السهام وصناعة القسي، وهذا العمل يساعد صاحبه على الرمي، وحياة الصيد والغزو، وكان يمضي وقته وهو يخالط شباب قريش وساداتهم ويتعرف على الدنيا من خلال معرفة الحجاج الوافدين إلى مكة المكرمة في موسام الحج.
إسلامه وهجرته
ورأى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه، في منامه أنَّه يغرق في بحرٍ، وبينما كان يحاول النَّجاة من الغَرَق، فرى قمرًا، فحاول سعد -رضي الله عنه- الَّلحاق به، وبالفعل لحق به، ورأى أنَّ أبا بكرٍ الصدِّيق وعلي بن أبي طالب وزيد بن حارثة -رضي الله عنهم- قد سبقوه إلى هذا القمر.
وفي صباح اليوم التالي علم سعد أن الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو لدين جديد ومن هنا علم أن تفسير رؤياه أن يدخل في دين محمد لأنه دين الحق فذهب ‘إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلن إسلامه وكان من أوائل الناس الذين اتبعوا محمد صلى الله عليه وسلم، قيل أنه من أٍسلم بعد أربع وقيل بعد ستة.
وأسلم وهو في ابن التاسع عشر وقيل السابع عشر.
فلما علم سعد رضي الله عنه بالهجرة هاجر إلى المدينة المنورة وقد وصل إليها قبل الرسول صلى الله عليه وسلم وقد هاجر مع بلال بن رباح وعمار بن ياسر رضي الله عنهما وعندما وصل ‘إلى المدينة أقام في منزل أخاه عتبة بن أبي وقاص وعندما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة آخى بين سعد بن أبي وقاص ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما.
موقف والدته من إسلامه
حاولت والدة سعد بن أبي وقاص أن ترده عن دينه مرارا وتكرارا فلم تستطع، حيث روى الإمام مسلم في صحيحه عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه رضي الله عنه قال: “حلفت أم سعد ألا تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب، قالت: زعمت أن الله أوصاك بوالديك، فأنا أمك وأنا آمرك بهذا، قال: مكثت ثلاثا حتى غشي عليها من الجهد، فقام ابن لها يقال له عمارة فسقاها، فجعلت تدعو على سعد، الذي لاحظ أمه عندما اجتنبت الطعام ومكثت أياما على ذلك فهزل جسمها وخارت قواها.
يقول سعد: “وما إن سمعت أمي بخبر إسلامي حتى ثارت ثائرتها، وكنت فتى بارا بها محبا لها، فأقبلت علي تقول: يا سعد، ما هذا الدين الذي اعتنقته فصرفك عن دين أمك وأبيك؟ والله لتدعن دينك الجديد أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فيتفطر فؤادك حزنا علي ويأكلك الندم على فعلتك التي فعلت وتعيرك الناس أبد الدهر. فقلت: لا تفعلي يا أماه فأنا لا أدع ديني لأي شيء”.
فلما رأت أم سعد الجد أذعنت للأمر وأكلت وشربت على كره منها ونزل قوله تعالى: “وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” (العنكبوت-8).
سرية سعد بن أبي وقاص
أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم سعدًا على رأس سرية إلى الخرار، وكانت ثالث سرية يرسلها النبي، وذلك في ذي القعدة على رأس تسعة أشهر من الهجرة إلى المدينة المنورة، وعقد له لواء أبيض حمله المقداد بن عمرو، وبعثه في عشرين رجلًا من المهاجرين يعترض قريش التي تمر به وعهد إليه أن لا يجاوز الخرّار. قال سعد بن أبي وقاص: «فخرجنا على أقدامنا فكنا نكمن النهار ونسير الليل حتى صبحناها صبح خمس، فنجد العير قد مرت بالأمس فانصرفنا إلى المدينة.
أهم مواقفه في الإسلام
كان لسعد بن أبي وقاص مواقف عظيمة تدل على شجاعته منها:
- ما رَوَتْهُ عائشةُ رضي الله عنها قالت: “سَهِرَ رسولُ الله ﷺ مَقْدِمَه المدينة، فقال: “ليت رجلًا صالحًا مِن أصحابي يحرسني الليلة”، قالت: فبَيْنَا نحن كذلك، سمعنا خَشْخَشَةَ سلاحٍ، فقال: “مَنْ هذا؟”، قال: “سعد بن أبي وقَّاص”، فقال له رسول الله ﷺ: “ما جاء بكَ؟”، قال: “وَقَعَ في نفسي خوفٌ على رسول الله ﷺ فجئتُ أحرسهُ”، فدعا له رسول الله ﷺ ثم نام، قالت عائشةُ: فنام رسول الله ﷺ حتى سمعتُ غَطِيطَهُ”.
- اعتزاله للفتنة التي حدثت بين الصحابة، فعندما جاء إليه بعض الصحابة يسألونه القتال معهم، أخبرهم بأنّه لن يقاتل معهم حتى يعطوه سيفا له عينان ولسان يقول هذا مؤمن وهذا كافر.
- كان من الفرسان الذين يحمون الرسول صلى الله عليه وسلم في حروبه
- عينه عمر بن الخطاب لقتال الفرس فكان فتح بلاد فارس والقادسية على يده
- تولى ‘إمارة الكوفة عام 17 هـ وبنى مسجد الكوفة بنى مسجد الكوفة عام 18 هـ وفي عام 20 هـ شكا أهل الكوفة سعد لعمر بن الخطاب فعزله وعين عمار بن ياسر، وكان من شكواهم أنهم قالوا أنه لا يحسن يصلي، فأرسل عمر إلي سعد فقال: «يا أبا إسحاق إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلي»، فقال: «أما أنا والله فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله ﷺ ما أخرم عنها أصلي صلاة العشاء فأركد في الأوليين وأخف في الأخريين»، قال عمر: «ذاك الظن بك يا أبا إسحاق».
- كان ماهرا في الرمي ولم يكن أحد من الصحابة في مهارته فقد عرف في الإسلام بلقب أنه أول من رمى بسهم في سبيل الله فيقول مفتخرا بحق وصدق: “والله، إني لأول رجل من العرب، رمى بسهم في سبيل الله.
ويعتبر سعد الوحيد الذي افتداه الرسول بأبويه حين قال له يوم أحد: “ارم سعد فداك أبي وأمي”..”، ويقول علي بن أبي طالب:”ما سمعت رسول الله يفدي أحدا بأبويه إلا سعدا”.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.