وعد بايدن!
وقف إطلاق النار في غزة ممكن غدا إذا أفرجت حماس اليوم عن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع! بهذه الثقة المفرطة تحدث الرئيس الأمريكى بايدن عن الحرب في غزة رغم أنه لم يتمكن من منع إسرائيل عن البدء في تنفيذ عملية اجتياح رفح، ولم يقدر على فتح معبر رفح ومعبر كرم أبو سالم..
وهذا يعنى إما أن رئيس أكبر دولة فى العالم لا يقول ما يعنيه حقا أو أنه يعرف أن الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين فى غزة بلا مقابل أمر مستحيل غير قابل للتحققق! وفى كلا الحالين فإن الرئيس الامريكى يقول مجرد كلام لأن عليه أن يتكلم دون أن يتطرق إلى جوهر الأزمة، والمتمثل في أن لإسرائيل حكومة تريد استمرار الحرب ولا ترغب فى إيقافها لا اليوم ولا الغد ولا حتى بعد الغد!
ولعل ذلك هو سبب فقدان الثقة في كلام المسئولين الأمريكيين! ألم يقولوا أن الكرة في ملعب حماس وعليها أن تقبل العرض الاسرائيلى السخى لابرام اتفاق هدنة، وعندما قبلت حماس الورقة المصرية سعوا للتغطية على تراجع حكومة نتانياهو عن قبول هذه الورقة بالقول أنهم يدرسون رد حماس؟!
ثم ها هو بايدن يتعهد بوقف الحرب في اليوم التالى للإفراج عن المحتجزين الاسرائليين في غزة، رغم أن كل تعهداته منذ اليوم الاول للحرب لم يحترمها الاسرائيليون، بدء بالسماح بتدفق المساعدات الإغاثية لقطاع غزة بشكل منتظم، وحتى عدم اجتياح رفح الفلسطينية.
والمثير أن بايدن هو أول من يدرك أن الاسرائيليين لن يحترموا تعهداته، ومع ذلك لا يتوقف عن اطلاقها كل فترة من الوقت ليحتوي الغضب العربى وغضب الشباب الامريكى أيضا! ولكنه مع ذلك مضطر لإطلاق مزيد منها خلال هذه الفترة الحرجة من المعركة الانتخابية الرئاسية، التى يحتاج فيها لأصوات اليهود،َ ولا يريد خسارة أصوات العرب، مثلما هو مضطر لقمع احتجاجات الأمريكيين المطالبين بوقف الحرب.