الكرد والكيان الصهيوني.. من البرزانيين إلى الأوجلانيين
محاولة لإزالة الالتباس (2)
إن القضية الفلسطينية تمثل القضية المركزية للعرب، حيث إن العصابات الصهيونية قامت باغتصاب مساحات واسعة من الأراضي من أصحابها الفلسطينيين وأقامت عليها الكيان الصهيوني الذي يمثل استعمارًا استيطانيًا توسعيًا يقوم على اغتصاب المزيد من الأراضي الفلسطينية من أصحابها الأصليين لإقامة كيانه الاستعماري التوسعي، وفي سبيله لذلك مارس ومازال يمارس أبشع الجرائم من قتل ممهنج للشعب الفلسطيني بكل فئاته وأطيافه.
وعبر سنوات الاحتلال الممتدة قام بالعديد من المجازر البشعة في حق المدنيين العزل من النساء والأطفال وذلك بهدف دفع الفلسطينيين للهجرة واللجوء إلى دول الجوار؛ ما أسهم في نقل جزء من الأزمة الى تلك الدول، واستقبلتهم الشعوب العربية بحكم ما يربطها بالشعب الفلسطيني من جوار جغرافي وتاريخ مشترك، فضلًا عن وحدة العرق والدين، وهذا أحد أسباب مركزية القضية بالنسبة للعرب.
إن هذا الكيان يلعب دورًا وظيفيًا لصالح الإمبريالية العالمية، ويمثل قاعدة متقدمة للإمبريالية العالمية، وحرص البرزانيين على إقامة علاقة مع عناصر ومؤسساتالكيان انطلاقًا من مصالح ذاتية للعائلة والمرتبطين بها، ما أسهم في خلق فجوة بين العرب والكرد، بالرغم من الروابط التاريخية التي تجمعهم، حيث يتشاركون في الأفراح والأتراح، حتى إن ذات المشروع الإمبريالي الذي قسم الكرد على أربع دول في المنطقة، جزأ بعضًا من البلدان العربية إلى دويلات.
تاريخ ممتد من العلاقة مع الصهاينة
لقد قفز البرزانيون على حقائق التاريخ والجغرافيا، وعمدوا إلى التعاون مع الكيان الصهيوني، في مواجهة دول المنطقة وشعوبها.
وقد توثقت بعض خفايا تلك العلاقة من خلال الكثير من الكتب والمقالات في الغرب حول هذا التعاون، والذي تؤكد الكثير من المؤشرات أنه ما زال مستمرًا بزخم أكبر، ويرجع البعض ذلك إلى تورط عائلة البرزاني في قضايا خطرة من خلال هذه العلاقة بجانبيها المعلن والسري.
وطبقًا للعديد من المصادر فإن علاقة البرزانيين مع القادة الصهاينة بدأت في العام 1943، قبل تأسيس الكيان الصهيوني، وتعمقت وظهرت للعلن عقب الإعلان عن تأسيس الكيان الصهيوني في العام 1948، وفي إطار تعميق وتطوير العلاقات أقدم مصطفى البرزاني على زيارة الكيان الصهيوني (دولة إسرائيل) مرات عديدة والتقى هناك بمسؤولين صهاينةوقيادات وكالة الاستخبارات الصهيونية (الموساد) في ستينيات القرن الماضي.
وهناك العديد من الوثائق والأحداث التي خرجت للعلن وكشفت عن عمق العلاقات التي ربطت آل البرزاني بالكيان الصهيوني ودعمت الكشف بالوثائق، ومن أهم الكتب التي تضمنت وثائق ورصدت زيارات البرزاني الجد للكيان الصهيوني؛ كتاب الموساد في العراق ودول الجوار – انهيار الآمال الإسرائيلية الكردية، للكاتب الصحفي والباحث الصهيوني الأمريكي شلومو نيكديمون المتخصص في مجال مسارات القرار الصهيوني خاصة السياسي، وفي هذا الإطار يأتي اهتمامه بالملف الكردي الإسرائيلي.
الكتاب مدعوم بالوثائق والصور التي تفضح العلاقة بين مصطفى البرزاني وقادة الكيان الصهيوني، ويؤكد الكتاب حقيقة تزويد الكيان الصهيوني للبرزانيين بمختلف أشكال الدعم من أموال وأسلحة وأدوية وغيرها من المواد التي يحتاجها البرزانيون.
إن الدعم لم يكن انطلاقًا من نوازع إنسانية، كم يزعم بنو صهيون، بل يستهدفون استخدام البرزانيين جسرًا للتسلل إلى دول الجوار العربي، وتوظيف البرزنيين في عملية إنهاك الدولة العراقية، لكون قادة العراق يتبنون خطابًا متشددًا تجاه الكيان الصهيوني. وللموضوع ظلال سنتناولها بالتفاصيل إن كان في العمر بقية..