رئيس التحرير
عصام كامل

القيامة هي صدق الحياة المسيحية

إن برهان صدق الحياة المسيحية هو قيامة المسيح التي يحوزها الإنسان في أعماقه، فيتغير تغييرًا جذريًا شاملًا صياغة أفكاره وآماله، ونظرته للحياة كلها فالقيامة إحلال وتجديد إحلال وهي طاقة الأمل المضيئة للإنسان بعد ظلام كلمة الموت وما تحمله فى نظر الناس من حزن وفجيعة يرى هؤلاء من خلالها إن من مات قد إنتهت حياته وضاع وجوده، وكان الأفضل له أن يبقى حيًا في هذا العالم..

 

ولكن بالقيامة تندثر هذه الكلمات ويشع النور ويتبدد الظلام ويتجدد روح الأمل والحياة في حياة أبدية أفضل بكثير من الغربة في هذا العالم الزائل، عندما تقوم الأجساد يعطيها الله صفات جديدة منها أن تصير الأجساد "سماوية وروحانية ونورانية وغير قابلة للفساد وممجدة وقوية وخالدة..  

 

لقد تحقق الحلم وتأكد الخبر ولم تعد البشرية تتطلع إلى الأبدية كمعانى تجريدية خيالية أو مستقبل مجهول، بل صارت الأبدية فينا حقيقة واقعة من خلال تلاقينا مع المسيح واتحادنا به فى ذبيحة الإفخارستيا التى هى طاقات قيامته، وعندما نأخذها من خلال نعمة التناول فتصير فينا قوتها فيصبح الإنسان قائمًا مع المسيح ذاته..


بالقيامة يكون الارتقاء من عالم الماديات إلى عالم الروح إلى رؤية الله الطوباوية والحياة في شركة القديسين، والانضمام إلى صفوف السمائيين للترتيل والتسبيح لكى نكون شركاء في الطبيعة الإلهية   "فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فىٍ" (غل 20:2)، فكل من قبل قيامة المسيح فائقة الوصف ينال سر الشركة المقدسة فيه ويصيرعضوًا فى جسده الحى.. 

 

 

هنا يشرح لنا القديس بولس الرسول إمكانية دخول المسيح هياكلنا البشرية والحواس مغلقة ولا نحس به فى دخوله، ولكن نشعر به وهو يعطينا سلامه على شبه دخوله العليقة التى كان بها تلاميذه مجتمعين فيها والأبواب كانت مغلقة.

الجريدة الرسمية