حكايته مع كارت المياه المجنون! (2)
لكي تستوعب ما جرى لصاحب الحدوتة المثيرة يجب أن تقرأ الجزء الأول منها.. حيث يصعب تلخيصه بشكل ينقل الصورة الكاملة لما جرى له ومعه..
توقفنا في مقال أمس عندما أخبرته زوجة الحارس أن زوجها ذهب لقضاء بعض الخدمات وأنها لا تعرف أين هو مفتاح صندوق عدادات المياه.. حيث لابد من فتحه أولا ليتمكن من الوصول إلى عداد شقته وبعدها إدخال الكارت به ليتمكن من شحنه وتعود المياه!
كاد أن يصرخ من المعاناة.. فمنذ وصوله إلى الإسكندرية بعد الظهر وهو يحاول إعادة المياه المنقطعة بسبب نفاذ رصيد الكارت.. وبين كهرباء منقطعة وماكينات شحن لا تعمل ثم تعمل لكن يتطلب الأمر كما قلنا تمرير الكارت بالعداد إلى وضع العدادات داخل صندوق مغلق لمنع سرقتها إلى وجود مفتاح الصندوق مع حارس العمارة حتى يكاد اليوم يمر.. وأولاده يعانون جدا ويريدون استخدام دورات المياه ولكن بغير فائدة!
طلب رقم هاتف الحارس من زوجته.. وحدثه.. أبلغه الحارس أنه قريب في شارع خالد بن الوليد وسيحضر حالا! صعد إلى شقته بعد أن اشترى طعاما لأسرته وتناولوه بالفعل ومرت ساعة ولم يحضر الحارس.. واتصل به فوجده خارج الخدمة!
لحظات وكان أمام غرفة الحارس ووجده بالداخل وعاتبه أنه لم يتصل به.. رد الحارس بأنه ليس معه رصيد ولا يعرف شخصية من حدثه كي يصعد إلى شقته! ذهب إلى زاوية منزوية في مدخل العمارة الفسيح وتحديدا في منور جانبي لكنه ضيق.. طلب منه إنارة المكان لكنه اعتذر بأن المكان بلا إضاءة.. فتمالك أعصابه وطلب منه أن ينير له المكان بجهاز المحمول الذي بيديه.. وفعل!
وجد أمامه عدة صناديق.. سأله: أي صندوق منها يحوي عداد مياه شقته؟ أبلغه أنه لا يعرف.. أكثر من ثلاثين عدادا وتتبقى بعض الوحدات لم تحول إلى نظام الكارت لأن أصحابها خارج البلاد.. ولا يعرف عداد كل وحدة.. لأن أصحابها يشحنونه بأنفسهم وبعضهم لهم توصيلات مشتركة.. كاد الرجل أن يجن.. وانفعل وزاد من انفعاله المكان الضيق المظلم الذي لا يعرف ما حوله من حشرات وقوارض!
مرت الدقائق كسنوات.. سيكون من الصعب معها تجربة ثلاثين عدادا.. حتى بعد الاتصال بشقيقه وتصوير المكان وإرسال صورته للتوصل إلى مكان العداد لم يستطع وضع الكارت في المكان المناسب للاستجابة لإشاراته! فلا يوجد مكان لإدخال الكارت كما هو الحال في عدادات الكهرباء!
اقترح عليه الحارس أن يستعين بالحاج أسامة.. هو في الدور الأرضي وسيرحب جدا، وهو يتواجد مع مندوبي أي شركة حكومية ويعرف كل صغيرة وكبيرة عن كل تركيبات العمارة!
ذهبا معا للحاج أسامة.. فكانت المفاجأة!
ما هي؟! غدا نكمل..