رئيس التحرير
عصام كامل

السكينة

هي كلمة واحدة ولكنها تحمل المعنى وعكسه وكل منا سيقرأها حسب انعكاسه الداخلي وحسب حالته النفسية باختلاف تشكيل حرف السين من الفتح للكسر، سيقلب الكلمة وكذلك الكثير من المواقف فكم من منطوق لم يقصد به المفهوم..

فلقد أصبح الكثيرين يفسرون المواقف حسب حالتهم المزاجية وأهوائهم الشخصية، وكذلك استغلت مواقع التواصل الاجتماعي ذلك الاختلاف بعد دراسة سيكولوجية وتوجهات الأفراد والمجتمعات للعب بها وتوجيهها كيف تشاء..

فكم من بيوت تهدمت وأسر تفككت وكان السبب فيها منشور ما أو توجيه رسائل خفية، حيث تطورت لدرجة أنها أصبحت تقرأ توجهات الفرد من خلال محادثاته ومنشوراته، ووقوفه عند نقطة ما لتوجه له رسائل تترسخ لا شعوريا في عقله الباطن.. 

فأصبح الكثيرين يعانون من مشاكل مشتركة من اضطرابات في النوم وتوتر وقلق غير مبرر بل وحزن قد يصل للاكتئاب وأصبح الهاتف أهم شيء في حياة الكثيرين إلا من رحم ربي، ناهيك عن النسيان وتشتت التركيز بسبب تضارب المنشورات من تجارية لفنية لسياسية ودينية.. 

وهنا نرى الأشخاص وقد كبلوا أنفسهم بأيديهم وبكامل إرادتهم لا شعوريا بهذا الجهاز الصغير، فلا يستمتعون بإجازة ولا بعلاقات اجتماعية حقيقية، ناهيك عن سوء الفهم الذي أدى إلى قطع الأرحام وإنهاء صداقات دامت لسنوات.. 

وهنا تكمن الحرية في أن نعيش حياتنا الحقيقية وليس حياة الآخرين على تلك المواقع، ولم أقصد بذلك الانقطاع عن أخبار العالم، ولكن لا يجب أن يطغى على حياتنا أو نترك أنفسنا كالكرة التي لا تعلم من سيركلها وأين ستسقط، لابد أن تكون لنا أهداف حقيقية أولى بوقتنا الذي يتسرب كالماء في مصفاة تلك المواقع.

الجريدة الرسمية