الرضا بقضائه ومجاهدة النفس، كيفية تحقيق رضا الله عن العبد
يُعد رضا الله -تعالى- عن الإنسان هو المقصود الأساسي من الطاعة والعبادة؛ ويبلغ المرء هذه الدرجة، بالإخلاص له في العمل، والموافق لشرعه، والرضا من الصفات والأخلاق الحميدة التي يتحلى بها الإنسان البصير والمؤمن ويُمكن للعبد الوصول إلى رضا الله -تعالى- ورسوله بعدة وسائل منها؛ الإيمان بالله والعمل الصالح والتقوى، وأداء الفرائض والقيام بالسنن.
الرضا لمن يرضى
فمن رضي عن ربه؛ رضي الله عنه، بل رضا العبد عن الله من نتائج رضا الله عنه، فهو محفوف بنوعين من رضاه عن عبده: رضا قبله، أوجب له أن يرضى عنه، ورضا بعده، هو ثمرة رضاه عنه؛ ولذلك كان الرضا باب الله الأعظم، وجنة الدنيا، ومستراح العارفين، وحياة المحبين، ونعيم العابدين، وقرة عيون المشتاقين.
أن الرضى يوجب له الطمأنينة، وبرد القلب، وسكونه، وقراره؛ ولكن السخط يوجب اضطراب قلبه، وريبته، وانزعاجه، وعدم قراره.
أهم الطرق للوصول إلى الرضا عن الله تعالى
أولا: بمجاهدة النفس على زيادة الإيمان، وتسليم الأمر لله تعالى؛ حتى يعلم العبد أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وبذلك يرضى عن الله تعالى.
ثانيا: اعتقاد العبد لكمال ربه سبحانه وتعالى، ولإحسانه إلى عباده، وأنه يستحق أن يرضى بقضائه؛ لأن حكمه عدل لا يفعل إلا خيرًا وعدلًا، ولأنه لا يقضي للمؤمن قضاء إلا كان خيرًا له.
ثالثا: أن يعلم العبد أن أعظم راحته وسروره ونعيمه في الرضى عن ربه تعالى وتقدس في جميع الحالات؛ فإن الرضى باب الله الأعظم، ومستراح العارفين، وجنة الدنيا.
قال -تعالى-: (رَضِيَ اللَّـهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ وَأَعَدَّ لَهُم جَنّاتٍ تَجري تَحتَهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها أَبَدًا ذلِكَ الفَوزُ العَظيمُ) [سورة التوبة ١٠٠].
رابعا: إن الرضا عن الله -تعالى- مرحلة ما بعد التوكل؛ إذ يكونُ التّوكل في تفويضِ الأمور إلى الله -عزّ وجل-، ويكونُ رضا العبد في قبولِ نتيجةِ هذا التّفويض أيًا كانت، فإن أعطاهُ الله -تعالى- قَبِلَ العبدُ عطيّته، وإن منعه عن شيءٍ صَبَرَ واحتسبَ.
أهمية رضا العبد عن الله بقلبه
وإنّ رضا العبد عن الله -تعالى- بقلبه له أهميّة كبيرة كأهميّةِ أعمالِ الجوارح، فلا يجبُ الاستهانةُ بالأعمالِ القلبيّة، إذ قيلَ إنّ الرِّضا ذروة سنامِ الإيمانِ في أهميّته، وهذا يعني أنّ إيمانَ الفردِ لا يكتملُ إلّا برضاه عن الله -عزّ وجل-.
ولمَّا كان أعظم رضا هو رضا الله سبحانه؛ خُصَّ لفظ الرضوان بما كان من الله عز وجل:﴿يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ [الحشر:8].
فإن الرضا بما قدر الله، وتسليم العبد لكل ما جرى به القدر، قد يقذفه الله تعالى في قلوب بعض من يشاء من عباده؛ فبعضهم يحصل له ذلك بتوفيق الله له، وبعضهم يحصل له بالإنابة إليه، ومجاهدة النفس، كما قال الله تعالى: اللهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ {الشُّورى:13}،
وفسر العلماء هذه الآية: أن العباد ينقسمون في ذلك إلى قسمين: قسم جبلوا على طاعة الله ومحبته، والرضا بقدره، والتسليم لأمره، والقسم الآخر هدوا لذلك، وجاهدوا أنفسهم؛ حتى وصلوا إلى كمال الإيمان، والرضا بكل ما قدره الله تعالى في هذا الكون.
قال السعدي في تفسيره: اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ. أي: يختار من خليقته من يعلم أنه يصلح للاجتباء.. وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ: هذا السبب الذي من العبد، يتوصل به إلى هداية الله تعالى، وهو إنابته لربه، وانجذاب دواعي قلبه إليه، وكونه قاصدًا وجهه؛ فحسن مقصد العبد، مع اجتهاده في طلب الهداية، من أسباب التيسير لها. اهـ.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد ، أخبارالمحافظات ، أخبار السياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.