مجدي الشيخ يكتب: المسكوت عنه في صفقة بيع طائرات مصر للطيران.. وصفوها بالمشبوهة والعاصفة تهدد مصير المسئولين عن قرار الشراء
تحولت صفقة شراء مصر للطيران 12 طائرة من طراز Cs300 من شركة بومباردييه الكندية المصنعة للطائرات التي تم إبرامها خلال مشاركتها في فعاليات معرض دبي الدولي للطيران في عام 2017 لتنضم إلي أسطول شركة مصر للطيران للخطوط الداخلية والإقليمية (إكسبريس) بدءا من عام 2018 وحتي 2020، وقرار بيع تلك الطائرات بعد 4 سنوات فقط من استلامها مقابل مليار 100 مليون دولار، إلي أزمة وقضية رأي عام.
ولا حديث في الشارع المصري إلا عن الصفقة التي وصفوها بالمشبوهة وامتلأت المواقع الإخبارية بأخبار الصفقة وايضا مواقع التواصل الاجتماعي، ولا حديث في الطيران المدني إلا عن صفقة الطائرات التي ذهبت مع الرياح التي هبت علي مصر للطيران كالعاصفة في أوقات حرجة، بالرغم أنها تخضع حاليا للتحقيق في هذا الملف الخطير والجميع ينتظر نتائج التحقيق
صفقة الطائرات فتحت الأبواب للجميع للإعلان عن تواجدهم عسى أن يطلق عليهم لقب خبير طيران منهم من كان حليفا لجماعة الإخوان الإرهابية وكان الفساد المالي والإداري في وزارة الطيران المدني علي أشده ٠
حليف الإخوان تم تعيينه في منصب رفيع المستوى بشركة مصر للطيران رغم إقالته المعلنة قبل حكم ثورة ٢٥ يناير بسبب تجاوزاته وإهداره للمال العام في صورة شركة دعاية وإعلان يمتلكها أحد أصهاره إضافة إلي الإهمال الذي أصاب الشركة وكان يمنعها من الهبوط بالمطارات الأوروبية والأمريكية ٠
لقد قامت جماعة الإخوان بالضغط علي الوزير في ذلك الوقت بتعيين حليفهم في المنصب الرفيع بوساطة من جماعة الإخوان الإرهابية بعد أن أوهمهم بتقديم مستندات وملفات من أنشطة الطيران المدني تدين الفريق أحمد شفيق أثناء توليه الوزارة طوال 10سنوات ٠
وتم تعيين حليف جماعة الشر وقام بتقديم بيانات مضللة عن صفقة شراء طائرات الايرباص وحصول المسئولين في عهد شفيق علي عمولات بملايين الدولارات في صفقة حجمها 11 طائرة وكان المعزول قد ذكرها ( بوينج) بدلا من الايرباص في إحدي خطاباته قبل الإطاحة به بإرادة شعبية مما دفع شركة بوينج العالمية لإصدار بيان فور انتهاء حديثه نافية تماما ما أعلنه خلال خطابه ٠
وتم تعيين حليف الإخوان في المنصب الرفيع رغم استلام وزارة الطيران المدني توصية الجهاز المركزي للمحاسبات بعدم ملاءمة حليف جماعة الشر وأن إدارة مراقبة حسابات النقل الجوي بالمركزي الحسابات تتحفظ علي هذا التعيين، وقد جاءت التوصية بعد أن طلبت وزارة الطيران بإبداء الرأي القانوني ٠
اليوم خرجت الجرذان من الجحور تبحث عن مأوي لها والخروج للأضواء من جديد رغم تاريخهم الملوث والذي لم ينساه الشرفاء مهما مرت السنون وما يثير الدهشة والخجل معا أن بعض الموتورين يسنون أسلحتهم السامة للنيل من البعض
لقد فتح ملف قرار بيع الطائرات إلي شركة طيران أزورا وهي شركة أمريكية لتأجير الطائرات تمتلك أسطولا من 98 طائرة، ومن المقرر أن تتسلم شركة أزورا أول طائرة من صفقة البيع خلال الأيام القليلة القادمة وباقي الطائرات علي دفعات حتي مارس 2025، الباب علي مصراعيه لدي جهات التحقيق خاصة فيما يخص ملف شراء الطائرات من شركة بومباردييه الكندية ثم انتقلت تبعيتها إلي ايرباص بعد الاستحواذ علي حصة 1'50 من برنامج سي إس لدي بومباردييه وقامت بتغيير العلامة التجارية لطائرة بومباردييه إلي ايرباص 220 ٠
انفجرت الأزمة بعد نشر خبر بيع مصر للطيران طائرات الإيرباص 220/300 التي تمتلكها بحجة عدم ملاءمة الطائرات للظروف المناخية وتوجيه قيمة البيع لصفقة طائرات الايرباص 350/900 التي تم التعاقد عليها وعددها 10 طائرات ولكي يحمل الخبر مصداقية لدي المتابعين تم نسبه إلي المهندس يحيي زكريا رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران فاشتعلت المواقع الإخبارية وقنوات جماعة الشر الإرهابية وكان العنوان الرئيسي لهم الفساد الفساد واشتعلت النيران المعادية والنيران الصديقة التي تحيط بملف شراء وبيع الطائرات إلا أن المسئولين بوزارة الطيران المدني ومصر للطيران ممتنعون عن الإجابة أو التوضيح أو رسالة تنوير تضئ الطريق ولسان حالهم وجود الملف كاملا لدي جهات التحقيق برغم مطالبات الأغلبية بضرورة محاسبة المسئولين الذين اتخذوا قرار شراء الطائرات إن صح عدم ملاءمة الطائرات للظروف المناخية واتهام البعض بومباردييه في ذلك الوقت بتقديم الرشاوي مع كل صفقة ٠
المهندس يحيي زكريا وصف التصريحات التي نسبت إليه بالكاذبة وأكد أن قرار البيع جاء بموافقة الجمعية العمومية للشركة القابضة لمصر للطيران ٠
وكشف مصدر رفيع المستوي أن أغلب هذه الطائرات متوقفة جزئيا عن العمل منذ منتصف العام الماضي لأسباب تتعلق باعتراضات تشغيلية علي محركات الطائرة الأساسية والاحتياطية وتم مطالبة إيرباص بتعديلات في المحركات ولكن لم تستجب برغم تعدد أعطال المحركات خلال رحلات جوية لشركات طيران أخرى ٠
وأجمع عدد من خبراء الطيران أن هناك رائحة تزكم الأنوف حول صفقة شراء الطائرات خاصة وأن مصر للطيران قامت بشراء 12 طائرة من إجمالي إنتاج مصنع بومباردييه السنوي الذي يصل 24 طائرة وتطايرت الأخبار من هنا وهناك بأن هناك خطأ فادحا وقع عن قصد من المسئولين في ذلك الوقت خاصة إذا صح القول بأن من قام بإتمام الصفقة المشبوهة كان يعلم جيدا بأعطال المحركات ورغم ذلك قام بإتمام الصفقة ٠
ونوه خبراء الطيران إلي أن قرار البيع بناء علي موافقة أعضاء الجمعية العمومية للشركة القابضة لمصر للطيران قد يكون له مبرراته المقنعة بعد التأكد من عدم صلاحية الطائرات للتشغيل الجيد وكل ملابسات ملف شراء وبيع الطائرات يخضع للتحقيق ٠
علي العموم صناعة الطيران صناعة محاطة بالمشاكل والأزمات ولكن النجاح الحقيقي هو كيفية الخروج من تلك الأزمات بأقل الخسائر والوصول إلي بر الأمان ٠
الطيران المدني المصري قطعة من الماس إذا استحسن استخدامه وغلب كل مسئول وموظف وعامل في هذا القطاع الحيوي مصلحة الوطن علي مصلحته الشخصية ٠
كلمة حق الفريق محمد عباس وزير الطيران المدني في أغسطس القادم يكون قد أتم عامين في منصبه الوزاري وهو بحق بذل جهدا كبيرا من أجل التطوير والتحديث لكافة أنشطة الطيران المدني التي تحتل مكانة متميزة محليا وإقليميا ودوليا.
لجنة التحقيق في هذا الملف تضم عددا من الخبراء المهندس عاطف عبد الحميد والمهندس عبد العزيز فاضل والمهندس محمد حسن والطيار جون إلياس وعدد من جهات سيادية و مسئولين بالقطاعات المختلفة ويبقي السؤال متي تنتهي لجنة التحقيق من عملها ؟ وهل نري خلال الفترة القادمة إحالة هذا الملف إلي النيابة العامة ؟ خاصة وأنه ليس هناك مسئولا فوق المحاسبة أو المساءلة.. الكل يرصد ويترقب ماتحمله الأيام القادمة من مفاجآت.