لا أحد معصوم من النقد!
ما معنى أن يقول إعلامي إن نقد حسام حسن المدير الفني لمنتخب كرة القدم جريمة ومن يرتكبها يستحق الضرب على أم رأسه؟!
معناه خطير جدا.. فهو أولا خلط بين منتخب مصر وبين حسام حسن ذاته، ولذلك اعتبر من ينتقده إنما ينتقد المنتخب، ومن ينتقد المنتخب ينتقد مصر! وهذا خلط معيب يذكرنا بما اعتاد عليه البعض في الخلط بين ذات الحاكم وبين مصر أيضا!
وثانيا لأنه يصادر حق الناس في النقد، نقد أي تصرف أو أي شخص مهما علا شأنه وقدره المجتمعي والسياسي، رغم أن النقد المفروض أنه حق مكفول للجميع، وكافة الناس ما دام يتم في إطار من الأدب ولا يعد سبا أو قذفا..
وثالثا أنه يعطل آلية مهمة من الذات تصحيح الأخطاء وعلاج العيوب، وهي آلية مفيدة للمجتمعات التي تصلح مسار العمل الوطني بها أولا بأول حتى لا تتفاقم الأخطاء وتتراكم المشكلات وتزداد الأزمات حدة.
يا سادة حسام حسن ليس هو وحده يمثل منتخب مصر، إنما المنتخب يتشكل من كل اللاعبين المشاركين فيه، والذين ينتظرون المشاركة مع كل جهاز يتولى تدريبه وإدارته.. كما أن منتخب مصر لا يمثل وحده مصر كلها.. وإنما هو يلعب باسمها وبالتالي أي نقد يوجه لأي لاعب في المنتخب أو لمديره الفنى ليس نقدا موجها لمصر وليس تطاولا لا سمح الله عليها أو تعريفا باسمها!
إن الناس عندما انتفضوا عام 2011 ضد نظام مبارك لم ينتفضوا ضد مصر وقتها.. وذات الشيء حدث في عام 2013 عندما انتفض الناس يطالبون بإسقاط حكم المرشد.
لذلك لا تصادروا حق الناس في نقد أي مسئول.. ولا تعودوا بِنَا إلى الوراء بعد أن فتحنا أبواب الحوار الوطني على مصراعيه وعلى موائده، تم تداول النقد السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
نحن كلنا مسئولون وغير مسئولين، مواطنون في وطن واحد، لنا ذات الحقوق وعلينا ذات الواجبات، ومن بين حقوقنا حق النقد لمن لا يروق لنا من قرارات وسياسات وتصرفات وأقوال ومواقف.. وأن تولي المسئولية ليس معناه إعفاء المسئول من النقد ما دام هذا النقد يلتزم بآداب الحوار!
