حديث قلب
1000 خطوة عزيزة!
اللهجة العربية المصرية والمعروفة باسم العامية المصرية، يتحدث بها معظم فئات الشعب.. المثقفون وبسطاء الناس علي حد سواء، ونشأت في دلتا النيل حول العاصمة، ثم تطورت خلال القرن السابع الميلادي بعد الفتح الاسلامي..
وهي لهجة جميلة وبسيطة ومفهومة في معظم البلاد الناطقة بالعربية، بسبب التأثير المصري علي المنطقة، وكذلك من عرض الافلام والمسلسلات ووسائل الاعلام المصرية، لكن للأرقام في العامية المصرية لها دلالات واستخدامات مختلفة ينطقها رجل الشارع بخفة ظل ؛ وللأرقام في العامية المصرية إستخدامات فولكلورية مختلفة ومحددة جدا في بعض الأحيان.
ونبدأ بالرقم 1000 الذى يستخدم تحديدا في مناسبات مُعينة مثل المباركة كقولنا 1000 مبروك.. وليس 100 مبروك مثلا.. وفي التهنئة بحماس 1000 نهار أبيض، ولا نقول 100 نهار أبيض ولا مليون نهار أبيض، وفي الترحاب 1000 خطوة عزيزة، وطبعا فى حالة الشكر الجزيل بنشكر بألف شكر، بالعدد.. ده طبعًا غير ألف سلامة و1000 لا بأس في مناسبات المرض أو الإصابة.
ثم يأتى بعد ذلك الرقم 100 الذى يستخدم في العامية لوصف الحالة الجيدة.. فنقول كله 100 100، أو أنا كِدة 100 100، أو 100 فُل، وأحيانًا عندما تكون الحالة جيدة جدًا بنقول 100 فُل و10، أو 100 فُل و14، ولماذا 10 أو 14 بعد المائة تحديدًا؟ الله أعلم.
أما الرقم 60 في العامية المصرية فيستخدم فقط دونًا عن باقي الأرقام في السَب "الشتيمة".. فنقول إبن 60.. وليس إبن 50 أو إبن 70.. وأحيانًا للسب الشديد جدًا يقال إبن 70X60 ويستخدم الرقم 60 كذلك لوصف أسوأ مكان أو وجهة ممكن الذهاب إليها فيقال غار في 60 داهية.
أرقام أخري
ثم يأتى بعد ذلك الرقم 30 الذى يستخدم بشكل حصري لوصف شخص أو شيء ما عديم المنفعة، فيقال مثلًا فلان مالهوش 30 لازمة" أو خروجة مالهاش 30 لازمة.
أما الرقم 10 فيستخدم عند استحسان شئ ما أو لوصف جودة شئ ما، واستعمالاته قريبة جدًا من استعمالات الرقم 100، كأن نقول مثلًا شوية شاي 10علي 10، أو فلان قام بعمله 10 على 10.
أما الرقم 7 فله إستخدام غريب في وصف الإنهاك المحير كأن نقول مثلًا دُخت ال 7 دوخات، أو للتعبير عن النوم العميق عندما نقول رُحت في سابع نومة، علي أساس أنه لو رحنا في سادس نومة كنا إستيقظنا بسهولة.
ويأتى بعد ذلك الرقم 5 وهو رقم خاص جدًا، ويستعمل في وصف وحدة القياس الزمنى الفضفاضة والمحببة لكل المصريين ال خمس دقايق، وقد تمتد الدقائق الخمس إلى نصف الساعة أو أكثر ولكنها فى عُرفنا كمصريين 5 دقائق، وأحيانًا تُحزَف كلمة دقائق من الكلام ونكتفى بقول إصبر 5 أو إدينى 5 وما إلى ذلك.. وفى غير القياس الزمنى فالرقم 5 يستخدم أيضًا استخدام في غاية الأهمية لتجنُب العين كما نقول في خمسة وخميسة، والنهاردة الخميس.
أما الأرقام الأخرى المستخدمة في قياس عنصر الوقت، فالثانية تستأثر بالرقم واحد بالذات، كقولنا انتظرنى ثانية واحدة، أو إدينى ثانية واحدة، ولكن الدقيقة تحتمل الأرقام 1 أو 2 أو 3، فنقول دقيقة واحدة وهابقي معاك، أو إديني دقيقتين، أو هاشرحلك كل حاجة في 3 دقايق.
هذا وتظل أطول مدة زمنية في العامية المصرية هي الساعتين الاتنين، مثل قولنا قعد يحكي لي ساعتين عن شغله، وللمبالغة الشديدة الساعتين أحيانًا يبقوا سنتين كما قالت الفنانة الجميلة ليلى مراد فى أغنيتها الشهيرة سنتين وأنا أحايل فيك، بينما أقصر كلام هو الذى يقال في كلمتين كأن نقول هما كلمتين ورد غطاهم، أو كلمتين وبس على رأى المرحوم فؤاد المهندس.
وأخيرًا للتعبير عن الحيرة وإمعانًا فى التعقيد فيقال فلان ضارب أخماس في أسداس، وهذه عملية حسابية معقدة جدا وتُمثل سَلَطَة من الرقمين 5 و6 مضروبين في بعض.
وفي النهاية وبعد كل هذه التجميعة العجيبة، أظن ما حدش يقدر يقول لى تِلتْ التلاتة كام، رغم أن الإجابة سهلة وبسيطة.