حديث قلب
استيفان روستى.. مصرى حتى النخاع!
من منا لم تعجبه أدوار الشرير الظريف متعدد المواهب الفنان استيفان روستى والذى امتعنا كأحد مشاهير نجوم السينما الأبيض وأسود؟ المثير فعلا أنه لم يقلد أحدًا، ولم يستطع أى ممثل أن يقلده في أدواره الكوميدية!
صحيح أن شرير السينما الارستقراطى ينتمى إلى أصول أوروبية، لكنه كان مواطنا مصريا وطنيا خالصا حتى النخاع؛ حتى أنه رفض بشدة الاستجابة لدعوات التمثيل في تل أبيب، رغم فقره وضيق ذات يده! وتعالوا نتوقف على أهم المواقف والمحطات في حياة هذا الفنان القدير:
يعد استيفان روستى واحدًا من أهم الفنانين المصريين، ليس فقط على المستوى الفنى، إنما على المستوى الوطنى، فرغم أنه من أصول نمساوية إلا أنه اعتبر نفسه مواطنا مصريا بالميلاد والفعل، ورفض عرضا بالتمثيل في تل أبيب.
ولد استيفان روستى في القاهرة 1891، والده نمساوى كان يعمل سفيرا بالقاهرة ووالدته إيطالية، وقد عاش طفولته بحى شبرا، وعندما شب طار إلى أوروبا بحثا عن فرصة عمل، لكنه عاد إلى مصر بناءً على نصيحة من المخرج محمد كريم للعمل في السينما..
شائعة وفاته
وبالفعل انضم إلى فرقة عزيز عيد المسرحية وانخرط في العمل الفنى، وأحب استيفان روستى راقصة نمساوية كانت تعمل في مصر، وحينما سافر إليها النمسا وجدها مع والده، فقد كانت تحبه دون أن يعلم.
أحب استيفان روستى فتاة إيطالية وتزوجها وأنجب منها إلا أن أطفاله ماتوا فى سن صغيرة، مما أثر على حالته النفسية، وسافر إلى الإسكندرية ليبتعد عن الأضواء، وأخذ زوجته وظل هناك بعيدا عن القاهرة، حتى أطلق أحدهم شائعة وفاته..
فبينما كان استيفان روستى يجلس أمام البحر في شرفته يستمع إلى الراديو سمع المذيع يقرأ خبر وفاته وفقا للشائعة التى صدقتها نقابة المهن التمثيلية، وأقامت سرادق عزاء لستيفان روستى، ليحضر إلى السرادق وينفى الشائعة بشخصه.
من أعظم وأهم المواقف في حياة استيفان روستى ما جاء بعد قيام إسرائيل عقب قرار تقسيم فلسطين عام 1948، التى حاولت جذب العديد من القوى الناعمة ومن أبرز هذه القوى بالطبع الفن، فحاولت جذب العديد من الفنانين ومن بين من أرسلت لهم إسرائيل دعوة للتمثيل بتل أبيب الفنان استيفان روستى ليؤدى أدوارًا فى 3 أفلام إسرائيلية، وهو ما رفضه الفنان الكبير قائلًا: أنا ممثل مصرى لا أعمل فى كيان قائم على احتلال أرض الغير...الله يرحمه ويحسن إليه.