حكايات الكنافة والقطايف.. عُرفت بزينة موائد الملوك والأمراء.. روايات متعددة حول النشأة والأصل.. والمصريون يشكون ارتفاع أسعارها قبل 500 عام
الكنافة والقطائف، من علامات شهر رمضان في مصر والعالم العربى وهى ضمن طقوس وعادات خاصة بالشهر الكريم، فمع الفانوس ومواكب الرؤية وأشهر أنواع الأطعمة عرفت الكنافة والقطايف بالحلويات الرمضانية التي تنفرد بها مائدة رمضان كل عام حتى أصبحا جزءا هاما في قاموس رمضان.
احذر الكنافة والقطايف في رمضان، قنبلة سعرات حرارية (فيديو)
وكانت الكنافة تعرف قديما بـ زينة موائد الملوك والأمراء، وهناك قصص وأقاويل حول منشأ الكنافة، فقيل إنها صنعت في الشام لكى تقدم خصيصا إلى معاوية ابن أبي سفيان عندما كان واليًا على الشام، وذلك بعد أن اشتكى لطبيبه من شعوره بالجوع في نهار رمضان، فوصفها له الطبيب لتمنع عنه الجوع الذي كان يشعر به، ومن ثم ارتبط اسمها باسمه، وكان يطلق عليها اسم "كنافة معاوية".
الأصل فاطمى مع مجئ المعز
ويؤكد بعض المؤرخين أن الكنافة عرفت في مصر قبل الشام وكانت البداية في العصر الفاطمي وتحديدًا عند دخول الخليفة "المعز لدين الله الفاطمي" إلى القاهرة، حيث كان ذلك في شهر رمضان المبارك، وخرج الأهالي لاستقباله بعد الإفطار وقدموا له الهدايا، والتي كان من بينها الكنافة، والتي انتقلت بعد ذلك إلى بلاد الشام عن طريق التجار، ثم أصبحت بعد ذلك من الطقوس المرتبطة بشهر رمضان خلال العصور التاريخية المختلفة، بل واكتسبت طابعًا شعبيا وانتقلت بعد ذلك إلى معظم البلاد العربية.
أما بالنسبة للقطايف، فلم يستدل حتى اليوم علي أي مراجع تاريخية موثقة تشير إلى أصلها، وسر ارتباطها بشهر رمضان، حتي الروايات التاريخية حول تاريخ ظهورها تضاربت، فبعضها يؤكد ظهورها في العصر الفاطمي، والبعض الآخر يقول إنها ظهرت في العصر المملوكي، أو العصر الأموي، وأوائل العباسي، والأكثر من ذلك أنه حتى اسم "قطايف" لم يستدل على معناه أو حتى السبب وراء تسميته، وإن كان البعض يعتقد أن سبب تسميتها بهذا الاسم يرجع إلى أن ملمسها يشبه ملمس قماش القطيفة.
البلدي يكسب، سر حب المصريين للكنافة اليدوي وأسعارها في الأسواق (فيديو وصور)
أصل كلمة كنافة
كانت الكنافة طعام الملوك والخلفاء فقط ومن هنا سميت زينة موائد الملوك والأمراء فى الشهر الفضيل، وسميت بالكنافة في عهد الدولة الفاطمية، وأصل كلمة " كنافة " عربى اصيل أخذ من كلمة "كنف الله " أى حصنه ورحمته.
وتشير الروايات التى ضمنها الامام السيوطى فى مخطوطته بعنوان ( منهل اللطائف فى الكنافة والقطائف ) الى ان اول من قدم له الكنافة هو معاوية بن أبى سفيان زمن ولايته للشام كطعام للسحور لتمنع عنه الجوع الذى كان يشعر به حسب نصيحة طبيبه ابن آثال، وقيل انها صنعت خصيصا له حتى أطلق عليها كنافة معاوية، وفى العهد الفاطمى اتخذت الكنافة مكانتها بين أنواع الحلوى التى اشتهروا بها حتى انه كانت لا تخلو منها مائدة فى رمضان واصبحت بعد ذلك من العادات المرتبطة بشهر رمضان فى عصور الدولة الأيوبية والمملوكية والعثمانية والدولة الحديثة حتى عصرنا هذا.
وتبدع كل دولة فى صنع الكنافة وحشوها فأهل الشام يحشونها بالقشطة، واهل مكة المكرمة يحشونها جبنا بدون ملح، كما برع اهل نابلس فى كنافة الجبن وعرفت بالكنافة الاندلسية، وهناك الحشو باللوز والفستق والجوز وتسقى بعسل النحل والسكر المعقود مضاف إليه ماء الورد.
أما القطايف فهى رفيقة الكنافة، وقيل انها عرفت فى أواخر العصر الأموى وهى عبارة عن فطيرة محشوة بالمكسرات، واختلف المؤرخون حول سبب تسميتها فهناك رأيان:الأول انها قدمت كفطيرة محشوة للضيوف فى مجالس الأمراء والملوك فكانوا يتقاطفونها بشدة للذتها فلقبت بفطيرة القطف، ثم خففت بالقطايف، اما الرأى الثانى هو انه لتشابه ملمسها بالقطيفة، وقد قال عنها الشاعر ابن الرومى: لله در قطائف محشوة.. من فستق دعت النواظر واليدا / شبهتها لما بدت في صحنها..بحقاق عاج قد حشين زبرجدا.
السعرات الحرارية في أشهر الأكلات الرمضانية (فيديو)
شكوى من ارتفاع اسعار الكنافة والقطائف
ومن أطرف ما رواه السيوطى فى مخطوطته ان المصريين يقبلون على الحلوى بكثرة فى الاسبوع الاول من رمضان وحدث ان ارتفعت أسعار الكنافة والقطايف ارتفاعا كبيرا عام 917 هـ، أي قبل أكثر من 500 عام، فتقدم اهل مصر بشكوى الى المحتسب وقدموا شكواهم على شكل قصيدة قالوا فيها:لقد جاء بالبركات فضل زماننا..بأنواع حلوى شذاها يتضوع..فلا عيب فيها غير ان محبها..يبدد فيها ماله ويضيع / وقد صرت فى وصف القطائف هائما..ترانى لأبواب الكنافة أقرع / فيا قاضيا رخص لنا الكنافة..نهنأ ونطيب.
وتتميز الكنافة في حلاوتها وشهرتها عن القطايف حتى خيل للشعراء ان القطائف تغير من الكنافة وفى هذا يقول ابن عربى الصوفى الأندلسى الشهير:غدت الكنافة بالقطائف تسخر
وتقول: إنى بالفضيلة أجدر/ طويت محاسنها لنشر محاسنى..كم بين من يطوى وآخر ينشر
لحلاوتى تبدو وتلك خفية..وكذا الحلاوة فى البوادى أشهر.
الكنافة والقطايف.. فاكهة المصريين بعد الفطار في رمضان (صور)
بكام متر الكنافة
وفى كاريكاتير فكاهى نشرته مجلة صباح الخير فى شهر رمضان عام 1967 رسمه دياب ويعرض محل كنفانى رمضان الذى يصنع الكنافة ويبيعها وتأتيه سيدة مصرية ومعها طفلها تسأله "بكام متر الكنافة ياعم ؟ "
وفى نفس الاتجاه نشرت مجلة البعكوكة عام 1949 شخصية "غنى الحرب " الثرى الجاهل الذى يذهب لبائع الكنافة ويسأل البائع: ب كام مترالكنافة ؟
ثم يقول ادينى عشرة امتار مشكلين فانيلا وكستور وصوف وجبردين .
اشكال جديدة من الكنافة
وصناعة الكنافة والقطايف تطورت على مر السنين وتدخلت الآلات فى صناعتها لتوفير الوقت والجهد وصناعة كمية أكبر تكفى حجم الطلب عليها خلال شهر رمضان، ولكن بالرغم من كل هذا التطور وتعدد الأشكال والحشوات إلا أن الطريقة التقليدية تبقى الأجمل والأكثر لذة، وقد ابتكر منها ثلاثة أنواع: الأول يُسمى "شعر"؛ وذلك لخيوط الكنافة الرفيعة تمامًا مثل الشعر، وهو الأشهر لربات البيوت، والثاني "كنافة يدوي" وهي التي تعتمد على الطريقة التقليدية من خلال الوعاء ذي الثقوب، ويُطلق عليها "كنافة بلدي"، أما النوع الثالث والذي تُستخدم فيه الآلة ويُطلق عليها "كنافة ماكينة"، أى كنافة آلية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، كأس مصر، دوري القسم الثاني، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأقتصادية والرياضية