عواقب الشرك بالله، تفسير الشيخ الشعراوي للآية 22 من سورة الإسراء
سورة الإسراء، الشرك بالله من أكبر الكبائر، والتي لا يغفرها الله إذا مات العبد عليها، وفي هذا الإطار وضح الشيخ محمد متولي الشعراوي في خواطره، عواقب الشرك بالله التي قالها تعالى في سورة الإسراء كالخذلان والذم في الدنيا والآخرة، كما تطرق إلى معنى القعود في الآية الكريمة.
سورة الإسراء الآية 22
قال تعالى: «لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا».
تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي للآية 22 من سورة الإسراء
قال الشيخ محمد متولي الشعراوي في تفسير هذه الآية: إن الله سبحانه أعطاك في الدنيا، وأمدّك بالأسباب، وبمقوّمات حياتك، أوجدك من عدم، وأمدك من عدم، حتى وإنْ كنت كافرًا، ثم أعدَّ لك في الآخرة الدرجات العالية والنعيم المقيم الذي لا يَفْنى ولا يزول.
وتابع الشيخ الشعراوي: وهذه هي الحيثيات التي ينبغي عليك بعدها أن تعرفه سبحانه، وتتوجّه إليه، وتلتحم به وتكون في معيته، ولا تجعل معه سبحانه إلهًا آخر؛ لأنك إنْ فعلتَ فلن تجد من هذا النعيم شيئًا، لن تجد إلا المذمّة والخُذْلان في الدنيا والآخرة.
معنى القعود
وأضاف الشعراوي: وسوف تُفَاجأ في القيامة بربك الذي دعاك للإيمان به فكفرْتَ. «وَوَجَدَ الله عِندَهُ..» (النور: 39)، ساعتها ستندم حين لا ينفعك الندم، بعد أن ضاعت الفرصة من يديك، ويقول تعالى: «فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولًا» (الإسراء: 22).
وأردف الشيخ الشعراوي: والقعود ليس أمرًا عاديًا هنا، بل هو أنكَى ما يصير إليه الإنسان؛ لأن الإنسان لا يقعد إلا إذا أصبح غيرَ قادر على القيام، ففيها ما يُشعر بإنهاك القوة، وكأنه سقط إلى الأرض، بعد أنْ أصبحتْ رِجلاه غير قادرتين على حَمْله، ولم تَعْد به قوة للحركة.
المراد بقول فتقعد
وزارد الشيخ الشعراوي: ونلاحظ في تعبير القرآن عن هذا الذي خارتْ قواه، وانتهت تمامًا، أنه يختار له وَضْع القعود خاصة، ولم يَقُلْ مثلًا: تنام، لأن العذاب لا يكون مع النوم، ففي النوم يفقد الإنسان الوعي فلا يشعر بالعذاب، بل قال (فتقعد) هكذا شاخص يقاسي العذاب؛ لأن العذاب ليس للجوارح والمادة، بل للنفس الواعية التي تُحِسّ وتألم.
وأكمل الشعراوي: ولذلك يلجأ الأطباء إلى تخدير المريض قبل إجراء العمليات الجراحية؛ لأن التخدير يُفقِده الوعي فلا يشعر بالألم، ومن ذلك قوله تعالى: «وَفَضَّلَ الله المجاهدين عَلَى القاعدين أَجْرًا عَظِيمًا» (النساء: 95)، وقال: «والقواعد مِنَ النساء اللاتي لاَ يَرْجُونَ نِكَاحًا..» (النور: 60).
الذم والخذلان
وأتم الشعراوي: فالقعود يدل على عدم القدرة، وفي الوقت نفسه لا يرتاح بالنوم، فهو في عذاب مستمر، وقوله تعالى: «مَذْمُومًا..» لأنه أتى بعمل يذمه الناس عليه، «مَّخْذُولًا..» من الخذلان، وهو عدم النُّصْرة، فالأبعد في موقف لا ينصره فيه أحد، ولا يدافع عنه أحد، لذلك يقول تعالى لهؤلاء: «مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ بَلْ هُمُ اليوم مُسْتَسْلِمُونَ» (الصافات: 25-26).
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.