رئيس التحرير
عصام كامل

سوق المغاربة تحفة إسلامية وسط فوضى العمارة بالفيوم

سوق المغاربة أو شارع
سوق المغاربة أو شارع القصبة بالفيوم، فبتو

تحولت الفيوم بعد 2011 إلى حالة من الفوضى المعمارية، سواء في الكتلة السكنية القديمة أو الأراضي الزراعية التي تحولت إلى كتل خرسانية متداخلة.. هذه الفوضى المعمارية، أدت إلى اختفاء الكثير من العمارة الإسلامية التي كانت تميز بعض معالم الفيوم، وأبرزها هو سوق المغاربة الذي اختفى تمامًا ولم يتبقي منه سوى أجزاءًا من سقف خشبي كان يغطي السوق.

بداية تحول الفيوم الي سوق دولية

وتبدأ قصة  تحول الفيوم الي سوق دولي مع بداية السنوات السبع العجاف، حين اختص الله سيدنا يوسف عليه السلام، ليكون أميًنا على خزائن الأرض، وقتها بدأت مصر في تخزين القمح في صوامع أنشأتها في منخفض الفيوم، ومع بداية اجتياح الجفاف للعالم، توافدت الوفود الي الفيوم ليكتالوا القمح من مخازنها، ومنذ ذلك الوقت تحولت واحة الفيوم الي سوق دولي،  يربط بين الشرق والغرب.

ومع بداية الدولة الإسلامية، اتخذ تجار الغرب من الفيوم استراحة لهم وهم في طريقهم  إلى الشام، وأثناء مرورهم  بالفيوم نشأت أسواق لتبادل المنتجات بين أبناء مصر وتجار المغرب العربي في كل مكان  يبيتون فيه، وحتي لا يرهق الأهالي أو التجار أنشأت السلطات وقتها سوقًا لتبادل المنتجات، أطلق عليه اسم سوق المغاربة، حال كل الأسواق التي أنشات علي طول الطريق  من الحدود المصرية مع ليبيا، ومنها سوق المغاربة في السلوم ومرسى مطروح والإسكندرية، ولايزال بعضها بنفس الاسم وبعضها تغير اسمه ونوعية التحارة به، فبعد أن كان لتجارة الأقمشة المغربية،  تحول إلى  المنتجات لصيني الحديثة.

شكل سوق المغاربة القديم

وسوق المغاربة وسط مدينة الفيوم، كان عبارة عن شارع يعلوه سقف من الخشب، وتم تقسيمه من الداخل إلى حوانيت لتجارة الأقمشة والمنسوجات، كل حسب تخصصه، فهذه الحانة لتجارة  الحرير والاخري لبيع الاقطان والثالثة للأقمشة التيل أوالكتان، وغيرها من أنواع المنسوجات، كما كان يعرض في حانات سوق المغاربة الصناعات اليدوية، المستخدمة  في الحياة اليومية (الملابس - منتجات الجلود - الأثاث المنزلي - منتجات النحاس- المصوغات- الأحذية- الأواني).

وحتي عام 2011 كانت لا تزال حانات تجارة الملابس والأدوات المنزلية وأدوات التنجيد وبعض الاثاث الشعبي، علي هيئتها القديمة، وكان مدخل السوق على كرازه الاسلامي القديم، إلا أن هذا كله اختفى مع الفوضي المعمارية التي اجتاحت الفيوم.

وكان قد تغير اسم السوق،  من سوق المغاربة إلى القنطرة، وكثيرًا من أهل الريف يطلقون عليه شارع القصبة أو سوق القصبة، لكنه كان يحتفظ بنكهته، التي لم يتبقي منها سوي اجزاء من السقف الخشبي

نشأة سوق المغاربة في الفيوم

 نشأ  سوق المغاربة كما هو موجود في القصص الشعبية القديمة، المتداولة بين أهالي الفيوم، في فترة الحكم المملوكي، وكان يزينه مدخلًا بني علي الطراز الاسلامي، وحتي 2011  كانت لا تزال هناك بقايا من مدخله ضاعت وسط فوضي المباني الحديثة.

وصف مدخل سوق المغاربة القديم

 وكان مدخل السوق مبنيًا بالحجر الأبيض المطعم بالأحمر ويوجد عقد نصف دائري على جانبيه مطعم بالخشب ويزينه شريطان من النحاس، كما كان على جانبى المدخل مكسلتان حجريتان، وكان أحد تجار النعال المغربية والأحذية القديمة، ويدعي " همسة"  يتخذهما من المكسلتين معرضا لبضاعته، إذا كان يحول الأحذية المتهالكة إلى جديدة لبيعها  للفقراء بأسعار بسيطة.
أما السقف الخشبى فلا يزال باقيًا منه بعض الأجزاء ولا تزال حانات الوكالة التجارية باقية لكن تغيرت أشكالها وواجهاتها، ولكن اختفت منها البضائع اليدوية،وتحولت الي سوق المنتجات الصينية ومجهولة المصدر، إذ أصبح كل رواد السوق من الأسر غير القادرة، كما تحولت المخازن ومرابط الخيول الي دكاكين ومحال تجارية تعرض الأجهزة الحديثة، ودخل العمران الحديث بقوة ليغير معالم السوق تماما، ويضيع معلم من معالم التاريخ الإسلامي في الفيوم.
سلع التي كانت تعرض في سوق المغاربة
 كان السوق متخصص لتوفير احتياجات القبائل التي أتت مع القوافل المغربية، واستوطنت الفيوم، بدءا من العصر الفاطمي، وحتى القرن الماضى، والقبائل التي نزحت إلى الفيوم إبان الاحتلال الإيطالي لليبيا ووفى فترة مقاومة شيخ المقاومين عمر المختار للمحتلين الأوروبيين، وكانت تتوفر الاحتياحات اليومية،  وتجهيزات العرائس، والأحزمة والسجاد والعبايات الصوف.

وتعود فكرة سوق المغاربة إلى العصرين المملوكي والعثماني، وله مسميات منها ''الخان والفندق والرباط''، وكانت الحوانيت تتكون من عدة طوابق، الأرضي لتخزين البضائع، أواسطبلات الدواب د، والأدوارالعلوية لسكن التجار، وصممت الحوانيت في صدارتها لبيع السلع، وهكذا كانت سوق المغاربة بالفيوم.

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية