اعترافات ليست مثيرة!
أطلت علينا مطربة مصرية لديها شهرة واسعة، عبر أحد المواقع الإخبارية المتميزة، بعد فترة صمت طويلة أعقبت مشاجرات وتطورات عائلية اشبه بالدرامية، باعترافات وصفها البعض بأنها مثيرة، بينما أنا لا أعتبر هذه الاعترافات مثيرة، فإقرار تلك المطربة بإدمان وتعاطي المخدرات وعلاجها من تناول هذه السموم، لا اعتبره أمرا يوجب الإشادة بالشجاعة أو التعاطف.
أنوه أني لا أريد أن أبدو قاسيا على تلك المطربة ولا أريد أن أكون غير متسامح مع انسانة تعترف بخطأ ارتكبته، وتحتاج من المجتمع احتضانها واستيعابها، ولكني أنوه إلى أني لا أعتقد أنها ومن في مثل حالتها لا يستحقون الشفقة والتعاطف.
وأزيد.. إني وببساطة شديدة لا أظن أن مخاطبة هذه المطربة للناس طالبة المغفرة والسماح ما هي إلا مناورة للتغطية على حقائق مرعبة ومخزية، تفجرت في أعقاب نشوب خلافات عائلية بين هذه المطربة وعدة أشخاص من اقاربها، هذه الحقائق، والتي أراها أقرب للفضائح، تم تداولها على نطاق واسع قبل عدة أشهر، عن إدمانها المخدرات وعن أمور أخري لا أكررها احتراما للحياة الخاصة لأناس لم يهتموا هم أصلا بالحفاظ على بيوتهم وعائلاتهم.
أنوه إلى أن تلك الحقائق التي أسميها فضائح، لم تكن هي الأولي من نوعها التي ارتبطت بهذه المطربة وتصرفاتها.. فكلنا يذكر كم من المرات التي اشتبكت تلك المطربة مع مستمعيها في عدة حفلات بعدد من الدول العربية خلال السنوات القليلة الماضية، وصدر عنها عبارات كانت تنم في حينها أنها تعاني من عدم إتزان نفسي وتوحي بأنها أقرب لأن تكون إنسانة غير طبيعية!
المثير.. أن وسائل إعلام عربية تبث من القاهرة كانت تأخذ على عاتقها الدفاع عن تلك المطربة دفاعا مستميتا وتبرر لها كل تجاوزاتها وهناتها!
أنوه.. أني لست ضد تلك المطربة التي أراها صاحبة موهبة حقيقية، ولكني أقول أنه لولا الطبطبة واللغوشة والتستر الذى قامت به بعض وسائل الإعلام حيال تجاوزات تلك المطربة وعدم المحاسبة.. لولا كل هذا ما كانت وصلت لهذه الحالة!
وأنوه إلى أمورا أراها خطيرة للغاية، ضمن ما قيل أنه إعترافات مثيرة، من تلك المطربة نشرت مؤخرا، لقد قالت أنها كانت تتعاطي أدوية تساعد على الإنتحار، وكانت تسعي للتخلص من حياتها هي وبناتها، كي لا يتعذبون من بعدها!
أين الإنجاز في هذه الإعترافات، وما هي الرسالة التي نريد أن يتناقلها المتابعون وخاصة الشباب عن هذه المطربة الكبيرة القدوة!
مأساة إنسانية
ذكرتني قصة هذه المطربة، بقصة أخري ربما تكون متطابقة مع قصة لممثل مشهور حدثت قبل عدة سنوات حيث أدمن الهيروين، وسوقت القصة إعلاميا على أن السيدة زوجته وهي ممثلة مشهورة أيضا، خاضت معركة بطولية لإجبار زوجها الممثل المشهور على الإقلاع عن تعاطي الهيروين، وبات الناس، في مصر يشيرون لتلك الممثلة وزوجها بالبنان وبإشارات النصر والكمال..
والحقيقة أن الحالة الحقيقية لهما لم تكن سوي مأساة إنسانية وإجتماعية ولم تصلح معها محاولات التعتيم والتلميع الإعلامي، وانفصلت تلك الممثلة عن زوجها المشهور، وبات الحقائق المخزية تتردد في الأروقة عن إستمرار ذلك الممثل في التعاطي وتصاعدت التبعات والخسائر العائلية لهذا الثنائي وتواصلت لسنين عديدة.
أيضا أتذكر بهذه المناسبة، الآف بل عشرات الآلاف من الذين وقعوا في براثن الإدمان، من الشباب ومن غيرهم، ولم يلاقوا هذا الترحاب والتشجيع من الإعلام ومن الأجهزة المعنية لمكافحة المخدرات وإقرار القانون.