رئيس التحرير
عصام كامل

النضر بن الحارث!

قصة النضر بن الحارث أيام الرسول صلى الله عليه وسلم تُعلِّمنا كثيرًا من الدروس والعِبر.. فقد كان النُضر رجلًا ذا مالٍ وجاهٍ، دائم السفر إلى بلاد فارس والعراق، عالمًا بقصص الأمم وحروبها، وكان أحد أعتى وأشرس أعداء النبي صلي الله عليه وسلم، مهمته الأولى تكذيبه أو السعي إلى إلحاق الأذى به!


وعندما سمع الناس كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولمسوا ما في القرآن من معجزة، خاف النضر بن الحارث أن يفقد مكانته وتأثيره في محيطه، فوضع خطةً جهنميةً لإبعادهم عن الإسلام، فاستعان بمغنيات وراقصات لجذب انتباه العامة، وراح يسرد لهم أحاديث الأمم السابقة وحروبها وقصصها، ليقدم لهم مادة شائقة تصرفهم عن سماع القرآن والتفكر في الدين الجديد.


إنه لهو الحديث الذي ابتكره النضر بن الحارث وحققه عبر مهرجاناتٍ وليالي سمر هدفها الوحيد تشتيت الناس وإبعادهم عن الدين.. ولكن الله تعالى لم يُمهله، فأنزل فيه وفيمن على شاكلته قرآنًا يُتلى إلى يوم الدين: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ".

 

والدرس المستفاد: عندما نرى من يُحاول إبعادنا عن  الدين بكلامٍ فاسدٍ أو أفعالٍ محرمة، بأي وسيلة كانت، كما يحدث أمامنا الآن، فلننتبه، إذ الهدف تشتيت جمعنا وإضعاف وحدتنا، وإبعادنا عما يُحاك من مخططات ومؤامرات ضدنا بمساعدة أبناء جِلدتِنا، أَي قومِنا وأهل لِسانِنا ومِلَّتنا!

 


كما أن علينا أن نُدرك أن لكل زمانٍ فتنته ودجاليه، ففي عصرنا الحاليّ، نرى كثيرًا من المُضلِّلين الذين يُحاولون إبعادنا عن الدين بوسائلَ مُختلفة كالشائعات والأخبار الكاذبة التي تُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، فعلينا أن نكون حذرين من كلِّ ما يُمكن أن يُضلَّنا عن سبيل الله، ونُتمسك بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ونُحذِّر أنفسنا وأبناءنا من فتنِ هذا الزمان، ونسأل الله لنا ولمصرنا الحبيبة السلامة من كل ما يراد بها ورد كيد الخائنين.

الجريدة الرسمية