من غير زعل (9)
* حكومة بلدنا
أعلنتم منذ أيام عن إتمام صفقة رأس الحكمة مع دولة الإمارات العربية التي ستدر على البلاد 35 مليار دولار نقدًا خلال شهرين، وهي الصفقة التي أسعدت كل المصريين؛ نظرًا لإسهامها في كبح جماح التضخم، والارتفاعات المتصاعدة في أسعار السلع والدولار، وكفايتها لسداد استحقاقات الديون الخارجية المستحقة على مصر خلال هذا العام.
غير أنكم ما لبستم أن أفسدتم فرحة المصريين بعد أيام، بإعلانكم بتحريك جديد لسعر صرف الجنيه، أعقبتموه بالإعلان عن قرض جديد بقيمة 8 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي، الذي تحولت مصر بموجبه إلى المدين الأكبر للصندوق في العالم بعد الأرجنتين، بديون تبلغ 20 مليار دولار، لتعود الأسعار إلى الارتفاع من جديد.
السادة الوزراء.. قيمة القرض الجديد -طبقا للأرقام المعلنة من البنك المركزي- سيذهب معظمه لسداد الديون القديمة لصندوق النقد ذاته، أي أنكم قمتم باستبدال دين بدين أكبر، في الوقت الذي يتعين عليكم سداد 42.3 مليار دولار من قيمة ديون مصر الخارجية هذا العام، إلى جانب 19.4 مليار دولار في العام القادم.. "علشان خاطر الشهر الكريم، حد يطلع يقولنا ناوين على إيه، ولا ماشيين إزاي؟".
* وزير الصحة
مديرية التموين بمحافظة مطروح أصدرت منذ أيام بيانا في غاية الخطورة، لم يحرك ساكنًا لمسؤول بوزارتكم، حيث كشفت عن قيام بعض التجار من معدمي الضمير، برش البلح بمسحوق حبة الغلة القاتلة، لضمان حمايته من التسوس لفترات طويلة، مما جعل بعض أنواع البلح الموجود بالأسواق مغلفا بطبقة من بودرة الحبة السامة، وتعريض حياة المصريين لكوارث صحية تصل خطورتها إلى الموت.
معالي الوزير.. التحذير الكارثي أكدته وكيل وزارة التموين بمطروح، من خلال منشور على صفحتها الرسمية على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، وخطورة الأمر تستدعي ضرورة تحرك أجهزة وزارتكم قبل وقوع الكارثة، ولاسيما خلال الشهر الكريم الذي لا تكاد مائدة إفطار مصرية تخلو من البلح.. "والنبي تركزوا في الكارثة، وبلاش نلاقي الدكتور المصلحي عزل المسؤولة الجدعة إللى كشفت الكارثة".
* رئيس مصلحة الجوزات
هناك إصرار غير مبرر من المصلحة على وضع خاتم غريب في الصفحة الثانية من جوازات سفر البسطاء يقصر صلاحيتها على السفر لـ"الأردن والسعودية" فقط، مما يعرض الآلاف منهم سنويا للمرمطة والعودة من المطار، رغم سلامة إجراءات التذاكر والموقف من التجنيد، والحصول على تأشيرات دخول لدول غير السعودية والأردن.
معالي رئيس المصلحة.. الخاتم غير المعروف الهدف منه يحمل آلاف البسطاء معاناة مادية وجسدية ونفسية مؤلمة، أقلها فقدان الرحلات، وثمن تذاكر السفر، والعودة للمصلحة جبرا للوقوف في طوابير طويلة ومجهدة، وإنهاء أوراق، وتسديد رسوم جديدة، للحصول على خاتم يفيد صلاحية الجواز لجميع دول العالم.. "علشان خاطر ربنا، خدوا الرسوم اللي عاوزنها وبلاش تمرمطوا الناس".
* مجلس النواب
في جلستين علنيتين خلال عامين متتاليين، آخرهما الشهر الماضي، انتفضتم على وزير التموين على المصيلحي، واتهمتموه علنا بالفشل، ثم الفشل، ثم الفشل، غير أن مواقفكم العنترية وكلماتكم اللاذعة لم تغير مثقال ذرة من الواقع المؤلم، ومازالت الأسعار ترتفع، والرقابة غائبة، والوزير قابع على قلب الوزارة والمصريين.
نواب مصر الموقرون.. "هو الموضوع كان بجد، ولا هزار، ولا إحنا إللى مش واخدين بالنا، ولا في إيه بالضبط؟، أتمنى لكم صوما مقبولا وإفطارا شهيا".