عم ربيع!
الفيديوهات -وهي ملفتة للنظر- التي يبثها الأشقاء العرب منذ أسابيع في حب مصر وفي محبة شعبها، ولكل منهم حيثياته ومنهم من يحكي عن استقبال المصريين للأشقاء الكوايته في محنة الكويت بالتسعينيات، وكيف يرفض سائقي الأجرة وأصحاب المطاعم الحصول علي المقابل منهم داعمين لهم مرحبين بوجودهم في مصر!
الذي بث الفيديو علي مواقع التواصل إماراتي ظن كثير من المصريين -وقتها- أنه كويتي، وكان يعفونه من أجرة أي شئ، بينما كان يقسم لهم أنه من الإمارات ولا يمر بأزمة ويجب أن يدفع مقابل أي شئ!
عشرات الفيديوهات من أهلنا السوريين عن وجودهم في كل أنحاء العالم لكن وجودهم هنا في مصر شئ آخر، ذكروه في فيديوهاتهم وحكوا عشرات القصص تثبت الإختلاف وتؤكده.. وهكذا قال اليمنيون والليبيون واللبنانيون وغيرهم وغيرهم..
اليوم عم ربيع يؤكد كل فيديوهات الدنيا عن مصر والمصريين.. اليوم عم ربيع ينعش ذاكرة العالم بطوابير التبرع بالدم في أيام العدوان الأولي علي غزة، كيف إمتدت مئات الأمتار وكيف هي لشباب صغير لم يشهد ولم يتابع تفاصيل وتداعيات ونتائج حرب واحدة مع العدو!
اليوم ينعش عم ربيع الذاكرة الجمعية عن القري المصرية التي تنافست فيما بينها علي القرية التي تتبرع لغزة بأكبر من أختها!
اليوم ينعش عم ربيع الذاكرة الشعبية ويدون في الذاكرة الوطنية كيف نسي شعبنا أزمته الإقتصادية وانهالت تبرعات مختلف فئاته -حتي المحتاجين منهم وأكثرهم معاناة- لكل مؤسسات الخير من أجل غزة، وكيف رفض السائقون المصريون إلي رفح الحصول علي أجر مقابل أيام البقاء أمام المعبر رغم تركهم لبيوتهم ورغم كونه رزق عيالهم!
عم ربيع.. محدود الإمكانيات.. واسع القلب عظيم المشاعر الإنسانية، ضرب المثل بالوعي الوطني والقومي العربي وبالإيثار علي النفس ولو كانت في مسيس الحاجة لكل قرش.. وقدم أجمل صورة متداولة الآن للعالم كله عن المصري الحقيقي.. الذي لم تلوثه اللجان الإلكترونية لتخرج أسوأ ما عنده -أو ما عندهن- من عدوانية وسواد وكراهية.. ولم تتحكم به وتحركه كما تشاء.. بل هزمها كلها وقدم نيابة عن المصريين أصدق تعبير ممكن!
عم ربيع.. مفترش أحد أرصفه الحوامدية.. قدم نموذجا لصدق وعد رب العالمين.. ألقي حبات من البرتقال علي سيارات ذاهبة بالدعم إلي غزة فأكرمه الله بمحل من بابه ورحلة حج.. لتكون بالفعل الحسنة بعشرة أمثالها تتضاعف لسبعمائة ضعف.. والله يضاعف لمن يشاء.. وقد ضاعف لمن يشاء!