أغلى برتقالة جعلت عم ربيع يزور الكعبة!
من منا لا يحلم بزيارة بيت الله الحرام والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لكن غالبًا ما تقف الحالة المادية والحصول على التأشيرة عائقًا أمام تحقيق هذا الحلم، فندعو الله بنية صادقة في السر والعلن أن ييسرها ويدعونا إليه!
وهذا بالضبط ما فعله عم ربيع البائع الجائل، الذي تاجر مع الله بنية صادقة وشوق حقيقي للقياه، فأرسل له المولى سبحانه تأشيرة الحج من حيث لا يدري ولم يدفع فيها إلا بضع ثمرات من البرتقال!
عم ربيع لم يكن يتخيل أن ما سيفعله بتلقائية ومحبة، سيجلب له الرزق الوفير وينقله من حياة إلى حياة، من بائع في الشارع إلى صاحب محل وسط التجار الكبار، والأهم: أن يحقق حلمه الغالي الذي كان مستحيلا أن يحققه منذ يومين فقط، إنه زيارة البيت الحرام وزيارة الرسول الكريم والروضة الشريفة! فماذا فعل هذا الرجل ليحصل على تلك المكافآت الربانية؟
فقط تعامل مع الله بنية صافية، أخذ بالأسباب وسعى.. جاد بالموجود كما يقول المثل الشعبي، وعبر عن إحساس كل مصري ورغبته في بذل ذات نفسه من أجل إخواننا في فلسطين.
تبدأ القصة في الصباح الباكر إذ يخرج عم ربيع ليبيع الفاكهة، وبينما كان واقفًا في مكانه المعهود، لفت انتباهه موكب سيارات الإغاثة المتجهة إلى فلسطين عبر منفذ رفح.
وبِدافعٍ من مشاعره الإنسانية النبيلة، أحس الرجل البسيط فجأة بالمسؤولية تجاه إخوانه في فلسطين، فصدرت عنه حركة عفوية غير متوقعة، إذ أسرع يرمي كمية من برتقاله داخل إحدى سيارات الإغاثة، بيديه الاثنتين، وما تصلان إليه من الثمار، دون تردد أو تفكير أو تدبير، وكأن الرجل يقول حيَّوا إخوتي هناك، وأبلغوهم أن يا ليت في يدي ما هو أكثر!
ولم يكن عم ربيع يعلم أن تصرفه العفوي سيُصبح حديث الساعة، فقد صوره أحدهم ونشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، فأحاطته مشاعر الحب والتقدير من مختلف أنحاء العالم.
ولم تقتصر تأثيرات الفيديو على الجانب المعنوي فقط، بل امتدّت لتُحدث تغييرات جذرية في حياة عم ربيع، فقد حظي بتقديرٍ كبير من عدة شخصيات عامة ومسؤولين، فخُصِّص محل له لبيع الفاكهة بدلًا من التجول في الشوارع.
كما تلقّى عم ربيع عديدًا من المساهمات المالية من أشخاصٍ مختلفين، ممّا ساعده على تحسين مستوى معيشته، وتم إهداؤه رحلة لأداء فريضة الحج، من واحدة من أكبر شركات السياحة الدينية في مصر!
قصة عم ربيع درس مهم للجميع، فهي تقول عمليًا كيف أن المتاجرة مع الله ولو كانت بأقل القليل، وسيلة النجاة من كل شقاء، ونوال رضا العباد والمعبود. "فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ"