أمريكا شريك في تهجير الفلسطينيين وإبادتهم!
عندما أبلغ نتنياهو بلينكن أن إسرائيل قررت اقتحام مدينة رفح الفلسطينية لملاحقة كتائب حماس لم يطلب وزير الخارجية الأمريكى من رئيس الحكومة الاسرائيلية عدم القيام بذلك منذرا إياه إن فعلوا ذلك بوقف الدعم الأمريكى لإسرائيل لأنه يعد كارثة أكبر من الكوارث التى شهدها قطاع غزة حتى الآن، ويدفع أهله دفعا إلى النزوح قسرا إلى الأراضى المصرية.
وإنما كل ما طلبه بلينكن من نتنياهو فقط هو نقل خارجها سكان مدينة رفح ومن لاذوا بها من سكان ووسط القطاع الذين يتجاوزون مليون وربع المليون نسمة!
والمثير أن بلينكن يعرف جيدا أن شمال القطاع لم يعد صالحا لحياة بشر بعد أن دمرت فيه القوات الاسرائيلية مقومات الحياة الأساسية، وأن وسط القطاع ليس بالمكان الآمن لأهل غزة الذين نزحوا منه فرارا من القصف الإسرائيلي الذى كان يلاحقهم ويستهدفهم!
هنا وزير الخارجية الأمريكى متواطئ مع الإسرائيليين في ممارسة جريمة الإبادةَ الجماعية للفلسطينيين في قطاع غزة، ومتورط مع الحكومة الاسرائيلية في تنفيذ مؤامرة التهجير القسرى للفلسطينيين خارج قطاع غزة إلى سيناء المصرية، وهى المؤامرة التى كشفتها مصر مبكرا وحذرت منها الجميع وفى مقدمتهـم الأمريكيين!
إذن أمريكا بتلك النصيحة السامة التى قدمها بلينكن لإسرائيل تعد شريكا لها في مؤامرة التهجير القسرى لفلسطيني غزة وأيضًا في جريمة الإبادة الجماعية لهم مع إسرائيل.. ولذلك لا تصلح أمريكا أن تكون وسيطا محايدا في القضية الفلسطينية يمكن الرهان على جهودها لحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة في الاستقلال والتخلص من الاحتلال العنصرى، وإقامة دولتهم المستقلة الخاصة بهم على أرضهم في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية..
إن أمريكا لا تساعد إسرائيل فقط بالمال والسلاح والحماية الدولية وإنما هى تشاركها في جرائمها، أما ما يثار حول نشوب خلافات بينهما فهى من قبيل الخلافات التى لا تفسد الود بينهما!