رئيس التحرير
عصام كامل

حديث قلب

نجاة الصغيرة في الرياض

ضجة كبيرة مازالت مثارة علي وسائل التواصل الاجتماعي حتي الان، منذ ظهور المطربة الكبيرة نجاة الصغيرة السبت الماضي، في الحفل الكبير ضمن فعاليات موسم الرياض بعد غيابها واعتزالها الفن لحوالي عشرين عاما!


لقد أنشدت نجاة ( التي لم تعد صغيرة) بعد أن بلغت من العمر 88 عاما، مقطعا من احدي اغنياتها الايقونية "عيون القلب" علي طريقة ال بلاي باك، وسط تصفيق واعجاب الجمهور السعودي الذي حضر هذا الحفل العالمي الذي كان على أعلى مستوى من التنظيم والإبهار، وكأنك في هوليوود..

Advertisements

 

وكانت فنانتنا العظيمة تمشي بصعوبة متكئة على ذراع أحد مرافقيها، ونالت تكريما جماهيريا تردد في الأرجاء على أصوات المعجبين: وحشتينا، ثم تسلمت تكريما رسميا خاصا من الوزير تركي أل الشيخ رئيس هيئة الترفيه بالمملكة العربية السعودية، في ليلة حافلة بالتكريمات لمشاهير النجوم في العالم العربي والاسلامي..


ورأيي الشخصي أن المملكة السعودية هي الرابحة بوجود الفنانة المصرية الكبيرة في فعاليات موسم الرياض، والذي يختلف معي علي ذلك فلابد أن يسال نفسه قبل أن يختلف معي: لماذا فشلنا في التبكير بمبادرة تكريمها في حفل مهيب يليق بمكانتها وموهبتها منذ قررت هي الاعتزال والبعد عن الأضواء منذ أكثر من عشرين عاما، ولونجحنا وفعلنا ذلك لحضر العالم العربي إليها ولم تذهب هي إليهم!


ومن عينة المعارضين لذهابها للتكريم في الرياض، أنهم يقولون إنهم لا يريدون أن تنطبع صورتها في اذهان جمهورها وهي كبيرة في مثل هذا السن، وهذه في الحقيقة حجة واهية أن نعتبر أرذل العمر أمرا معيبا، وكلنا إلي هذا المصير ذاهبون.. 

 

وفي شبابي رأيت نجوما طاعنين في السن شاهدتهم علي شاشات التلفاز يوما ملء السمع والبصر بالحيوية والنشاط، وكنت انحني لهم تحية واجلالا وأصافحهم متي قابلتهم في مطعم أو فندق أوحفل.. ما العيب في قضية تقدم العمر والسن الذين يتشدقون بها؟
 

وإذا كانت نجاة الصغيرة بكل حساباتها قد قبلت الدعوة وسافرت وهي تعلم مقدما كل ابعاد قرارها؛ فلماذا تتطوعون أنتم بتقييم ما لا يخصكم؟ وحتي ولو ذهبت إلي موسم الرياض مقابل تكريم مادي، فماذا أضركم من ذلك؟

 
من حقها أن تحقق ثروات من أي مكان مادام بطريقة شريفة، ليحميها من غدر الزمان، وما أدراكم حجم تكاليف علاج أمراض الشيخوخة، فلا يعلمها إلا من عايشها وخاضها، فهي بالفعل باهظة!
 

 

لقد أعجبني رد صاحب السمو الملكي الأمير عبد الرحمن بن مساعد أل سعود (وهو بالمناسبة لم أقابله قط منذ أن كتبت عنه مقالا في مجلة أخر ساعة منذ حوالي 6 سنوات كشاعر كبير وأمير عاشق لمصر) ساخرا من بعض من انتقدوا حضور نجاة وتكريمها في السعودية: صدقتم.. هل ذهبت لتكريمها في بلد عدو لمصر؟ بلد سعت لإيقاع الضرر وجلب الأذي لمصر على مدى التاريخ؟  بلد لا يجمعها بمصر لا نسب ولا لغة ولا دين؟!

الجريدة الرسمية