ثقافة التوك توك!
التوك توك لم يكن قط وسيلة مواصلات مكونة من ثلاث إطارات، بل كان ثقافة غزت المجتمع وازدادت توغلا حتى كان نتاجها شريحة كبيرة من الشباب ذوي البنطلونات الممزقة والشعر "المنكوش" والألفاظ السوقية، واتسعت الفجوة بين الجيل الحالي من الشباب ومن سبقهم من أجيال في وقت تقلص فيه دور رب الأسرة في التوجيه والإرشاد، كما تقلص دور المؤسسات التعليمية في التربية والتوجيه بالالتزام بالأخلاقيات.
وقد واكب انتشار التوك توك ظهور ما يسمى بأغاني المهرجانات فأصبحت آذاننا تسمع كلمات أغاني غريبة وخادشة للحياء، وتطورت تلك الأغاني وهي بعيدة كل البعد عن الفن الهادف مع تبوء عدد من مطربيها على سطح الأغنية المصرية وأصبحت الجماهير تتهافت على حضور حفلاتهم وأصبحت أبواب الإعلام والمنصات الإلكترونية تلهث وراء أخبارهم حتى التافه منها!
ثقافة التوك توك تطورت مع ظهور الكثير من الأفلام السينمائية المروجة للبلطجة وتجارة المخدرات والأسلحة وما واكبه من تقليد أعمى في الملابس وقصات الشعر ولغة الحوار بما أفرز جيلا يتحدث بلغة أو ألفاظ لم يعتاد عليها المجتمع من قبل.
التوك توك كمركبة وصل عدده في مصر قرابة ٥ ملايين توك توك وللأسف معظم تلك التكاتك غير مرخصة ويقودها صبية تحت السن، ورغم إن التوك توك قد ساهم في توفير أكثر من 5 ملايين فرصة عمل إلا أنه استخدم بكثافة في جرائم السرقة والتحرش والخطف وغيرها من الجرائم.
ومع انتشار ثقافة التوك توك عزف الكثير من الشباب عن ممارسة الصنعة، فأصبح هناك نقص في أصحاب المهن من نجارين وسباكين وميكانيكية.. الخ، حيث أتجه الصبية لقيادة التوك توك باعتباره الأسهل والمتاح.
وفي نهاية مقالي أطالب مدير أمن أسيوط بالتنسيق مع المحافظة لتقنين أوضاع التوك توك وإصدار لوحات تحمل أرقاما خاصة لكل توك توك يعمل في المحافظة، ويكون لكل منهم سجل برقم في مركز الشرطة التابع له أسوة بما يتم في الكثير من أحياء القاهرة بما يساهم إلى حد كبير في سرعة الاستدلال والوصول إلى مرتكب الجرائم التي قد تتم باستخدام التوك توك.