حكاية معبد الأخ منو بالأقصر.. تحول لكنيسة لحماية المسيحيين الأوائل من الاضطهاد الروماني.. به نقوش لطيور ونباتات زاهية.. والآثريون: هناك حديقة طبيعية بمعبد الكرنك

على ضفاف نهر النيل بالضفة الشرقية، يقع مجمع معابد الكرنك، الذي يضم الكثير من المعابد الفرعونية  بداخله، يبلغ عددها 11 معبدا مختلفا، ومن بينهم معبد الأخ منو الذي تحول إلى كنيسة قبطية ، أختبأ فيها المسيحيون الأوائل من الاضطهاد الروماني بالقرن الرابع الميلادي، وزينت جداره بنقوش نباتات وحيوانات وطيور بألوان زاهية تضفى مزيدًا من الجمال، وكأنها نقشت في يومنا هذا.

يقول الدكتور الطيب غريب مدير معابد الكرنك بالأقصر،  لـ «فيتو» إن معبد الأخ منو أحد أهم المعابد داخل معبد الكرنك فهو مبنى فريد من نوعه، بناه الملك تحتمس الثالث، ويبلغ عرضه أكثر من 40 مترا، ويقع في المنطقة الشرقية خلف قدس الأقداس، وقد أقامه في العام 24 من حكمه، وأطلق عليه اسم «اخ منو» والتي تعني الأثر المضيء أو المفيد أو الخالد.

ويضيف مدير معابد الكرنك بالأقصر: إنه تم تصميم المبنى  على شكل الخيمة الملكية، حيث كان يستخدمها الملك تحتمس الثالث في وقت ترحاله، وكانت تنصب له أثناء معاركه الحربية في الصحراء، وفي جولاته المختلفة في بلاد الشرق، حيث تم تصميم الجزء الأوسط من المبنى، وهو البهو الأكبر بأعمدة تشبه الوتد الذي كان يدق لتثبيت الخيمة، ولكن راسه لأعلى فتظهر تيجان الأعمدة على شكل الناقوس أو الوتد.

ويؤكد أن ذلك هو طراز فريد في العمارة المصرية القديمة، والتي لم تظهر إلا في هذا المبنى حيث نجد 10 أعمدة في كل جانب تحيطها أعمدة مستطيلة، ليصل عددها 32 عمودا مستطيلا، تم تصوير الملك على جوانبها في علاقاته المختلفة مع الالهة المختلفة، وهو يقوم باحتضانها وتقديم مختلف القرابين لها.

ويستكمل الطيب غريب مدير معابد الكرنك بالأقصر، حديثه لـ بوابة «فيتو» أنه يميز معبد الأخ منو الحديقة النباتية، والتي صور على جدرانها مجموعة كبيرة من النباتات والطيور والحيوانات النادرة، التي قام الملك باقتنائها خلال جولاته المختلفة في بلاد الشرق، مشيرًا إلى أن بعض الأثريين حسب اعتقادهم يرون أن النقوش تشير لوجود حديقة حيوان طبيعية داخل معبد الكرنك.

ويتابع أنه توجد في الزاوية الجنوبية الغربية من معبد الأخ منو قائمة الأجداد الملوك وهي سجل تاريخي هام، سجل الملك تحتمس الثالث على جدرانها 61 اسمًا من الملوك الذين حكموا مصر، أولهم الملك سنفرو من الأسرة الـ4، وحتى عهد الملك تحتمس الثالث نفسه، كما يوجد إسم قبل سنفرو ولكنه غير واضح، فقد تم سرقه أصل هذه القائمه عام 1844 عن طريق فرنسي يدعى بريس دافن وهي معروضه حاليا في متحف اللوفر في باريس.

ويشير إلى أنه ما تزال جدران أعمدة معبد «الأخ منو» تزخر بمجموعة من الألوان الزاهية تعود الى عصر الملك تحتمس الثالث،  وهي ألوان جميلة تدل على مدى تقدم الفن في هذا العصر، كما توجد حجرة رائعة قام بتجديدها الملك الإسكندر الأكبر وبها مجموعة من المناظر الرائعة تمثل الملك الاسكندر الأكبر في حضرة مجموعة من الالهه والمعبودات المصرية القديمة.

ويؤكد الدكتور الطيب غريب مدير معابد الكرنك بالأقصر، لـ«فيتو»، أنه مع بدايات القرن الرابع الميلادي، تم إعادة استخدام مبنى ومعبد الأخ منو ليكون كنيسة قبطية للمسيحيين الأوائل، الذين هربوا من الاضطهاد الروماني في تلك الفترة،  ليستقروا داخل المعابد المصرية هربا بدينهم، إذ نجد على الأعمدة وتحديدا الأجزاء العلوية منها تصوير مجموعة من النقوش والرسومات المسيحية التي تمثل مجموعة من القديسين والقديسات منهم من يحمل الإنجيل المقدس في أيديهم.

ويستطرد أنه توجد بعد الشقوق داخل الأعمدة تشير لإعادة استخدامها لوضع ستائر داخل الكنيسة، إيذانًا في تلك الفترة توجد في أقصى الزاوية الشمالية الغربية  من المبنى تمثال مصنوع من حجر الكوارتزايت الأحمر يمثل الملك تحتمس مع أحد المعبودات، ويعتقد بعض الأثريين أنه تم تكسيره، وهو ومثل الصليب رمز الديانة المسيحية، وتعد هذه الكنيسة أحد الكنائس التي تم استخدامها داخل معابد الكرنك بل هي أشهرها على الاطلاق.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.