آراء العلماء في حكم الصيام في رجب ودليل كل منهم
لشهر رجب مكانة متميزة بين شهور العام الهجري، فهو أحد الأشهر الحرم المذكورة في القرآن الكريم ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾، وروى البخاري في صحيحه بسنده عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم-قَالَ: "ِإنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وَذُو الحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ، مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى، وَشَعْبَانَ". كما أن البعض يعده مقدمة وتوطئة لشهر رمضان، لذلك يبادر البعض إلي صيامه وفي هذا الإطار نقدم لكم آراء العلماء في حكم الصيام في رجب ودليل كل منهم
أسماء شهر رجب
يشتهر شهر رجب بالعديد من المسميات، حيث يسمى رجب مضر، وذلك لأن مضر كانت تعظمه تعظيما شديدا، وقيل أيضا رجب الأصم لعدم سماع صوت السلاح في هذا الشهر، ورجم بالميم، ويقولون إنه كانت ترجم فيه الشياطين، ورجب الأصب، لأن الرحمة تصب فيه صبًا، كما سمي شهر رجب قديما بـ المعكعك، وسمي المعلى، وسمي المقيم؛ لأن حرمته ثابتة مقيمة، والتسمية الشرعية له هي رجب من الترجيب أي التعظيم. كما أن فيه ليلة هي من أعظم الليالي، حيث شهدت إسراء النبي صلى الله عليه وسلم ومعراجه إلى سدرة المنتهي.
ليلة الإسراء والمعراج
يحتفل المسلمون في شهر رجب بليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من هذا الشهر حيث أسري بالنبي من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصى، ثم عرج به إلي سدرة المنتهي كما حكى القرآن الكريم، وسميت فيه سورة بسورة الإسراء، حيث يقول الله تعالى في مقدمة السورة وتحديدا في الآية الأولي منها(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1))
آراء العلماء في صوم شهر رجب ودليل كل منهم
اختلفت آراء العلماء في صوم شهر رجب، فمنهم من استحبه لأمرين:
الرأي الأول
يرى جمهور العلماء استحباب صيام الأشهر الحرم عمومًا ورجب على وجه الخصوص مستدلين على ذلك بأمرين هما
الأول: ما ورد من الترغيب العام في الصيام، وهذا بابه واسع، وأدلته كثيرة جدًا.
الثاني: ما ورد من الترغيب الخاص في صيام الأشهر الحرم. ورجب منها بالاتفاق، وكذا ما ورد في فضل صيام رجب بخصوصه، واستدلوا على ذلك بعدة أحاديث منها:
- حديث أبي مجيبة الباهلي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "صم من الحُـرُم واترك، صم من الحرم واترك" والحديث رواه أحمد وأبو داود، واللفظ له، ولفظ أحمد: "فمن الحرم وأفطر" وأخرج الحديث أيضًا البيهقي في السنن، وفي الشعب، وابن سعد.
- حديث أسامة بن زيد قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: "ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم" رواه النسائي وأحمد.
الرأي الثاني
بينما يرى الحنابلة أنه لم يرد نص صريح باستحباب الصوم في رجب، واستدلوا بحديث ابن عباس رضي الله عنهما، ونهي عمر الناس عن صيامه، وحكى ابن السبكي عن محمد بن منصور السمعاني أنه قال لم يرد في استحباب صوم رجب على الخصوص سنة ثابتة، والأحاديث التي تروى فيه واهية لا يفرح بها عالم
وأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه أن عمر كان يضرب أكف الناس في رجب حتى يضعوها في الجفان، ويقول: كلوا، فإنما هو شهر كانت تعظمه الجاهلية.
وأخرج أيضًا من حديث زيد بن أسلم قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم رجب؟ فقال: "أين أنتم من شعبان" وأخرج عن ابن عمر رضي الله عنهما ما يدل على أنه كان يكره صوم رجب.
قال الإمام ابن قدامة في المغني: ( ويكره إفراد رجب بالصوم)أما الأشهر الحرم، فوافق الحنابلة الجمهور في استحباب صومها، وتزول كراهة إفراد صيام رجب عند الحنابلة بفطر يوم فيه.
وقال المرداوي في الإنصاف:245/3:( ويكره إفراد رجب بالصوم هذا المذهب، وعليه الأصحاب، وقطع به كثير منهم، وهو من مفردات المذهب.
وحكى الشيخ تقي الدين في تحريم إفراده وجهين قال في الفروع: (ولعله أخذه من كراهة أحمد) ثم قال: (مفهوم كلام المصنف أنه لا يكره إفراد غير رجب بالصوم، وهو صحيح لا نزاع فيه، قال المجد: لا نعلم فيه خلافًا.) وقال: (تزول الكراهة بالفطر من رجب ولو يومًا، أو بصوم شهر آخر من السنة قال المجد: وإن لم يله.)
العز بن عبد السلام
وقد شنع العز بن عبد السلام على من نهى الناس عن صيام رجب، كما نقل ذلك عنه ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الفقهية الكبرى.
وأما صيام بعض رجب، فمتفق على استحبابه عند أهل المذاهب الأربعة لما سبق، وليس بدعة، ثم إن الراجح من الخلاف المتقدم مذهب الجمهور لا مذهب الحنابلة.
حكم عمرة رجب
يهتم الكثيرون بعمل العمرة في رجب فما هوحكم العمرة في رجب،
من المعروف أنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعل ذلك، وقد استحب بعض السلف ذلك، فكانوا يعتمرون في رجب، أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه عن سعيد بن المسيب قال: كانت عائشة رضي الله عنها تعتمر في آخر ذي الحجة، وتعتمر من المدينة في رجب تهل من ذي الحليفة.
وأخرج بسنده عن يعلى بن الحارث قال: سمعنا أبا إسحاق وسئل عن عمرة رمضان، فقال: أدركت أصحاب عبد الله لا يعدلون بعمرة رجب، ثم يستقبلون الحج. وأخرج بسنده عن عبد الرحمن بن حاطب قال: اعتمرت مع عمر وعثمان في رجب.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.