حكاوي زمان، علي أمين يكتب: يا رب سنة جديدة علينا سعيدة
فى مجلة الجيل عام 1958 كتب الصحفي على أمين مقالا عن سنة جديدة يشرق نورها، والمقالة عبارة عن دعاء إلى الله عز وجل أن تكون سنة جديدة بعيدة عن الأحزان، فقال فيه:
يا رب اجمع صفوفنا، ووحِّد كلمتنا وأنقذنا من خلافاتنا الصغيرة.. اللهم اجعلنا نترفع عن كل ما هو تافه ومهين، وافتح عيوننا لنرى أخطاءنا، كفانا صراعات تقوم على أسباب تافهة وتجعلنا نضرب بعضنا بدلًا من أن نضرب خصومنا ونحطم أنفسنا بدل أن نحطم أعداءنا.
يا رب انزع من أيدينا الخناجر، وضعْ فيها الزهور والرياحين ونظِّف قلوبنا من الضغينة والحسد واملأها بالحب والإيمان.. كل سنة وأنت طيب.. كل سنة وأنت تنطلق إلى الأمام تقدم لبلادك أكثر مما قدمت فى يوم من الأيام.
كل سنة وأنت طيب، كل سنة والفرح يملأ قلبك والسعادة والرضا تملأ روحك ونفسك. كل سنة وأنت طيب، كل سنة والضحكات والبسمات تملأ شفتيك، كل سنة وآمالك وأحلامك محققة، كل سنة وكلك أمل وتفاؤل فى غد قادم يحول الليل إلى نهار، ويزيح الظلمة ليحل محلها النور.
كل سنة وأنت قادر على إسعاد غيرك ومن حولك من الناس، فالسعادة هى أن توزع الخير على الناس، كل سنة وحبك لمن هم حولك فى ازدياد وإيمانك أكثر بالله، فإن الإيمان يضمد الجراح إذا مرضت ويجفف دموعك إذا بكيت ويبدد وحدتك إذا ضللت الطريق فى الظلام كل سنة وأعياد بلادك فى ازدياد، وكل من حولك طيبون.
أتمنى سنة سعيدة، بلا غلاء، وبلا أزمات، وبلا متاعب وهموم، الأحلام فيها أكثر من الكوابيس، والابتسامات أكثر من الدموع، والضحكات أكثر من الآهات. كل سنة وبلادك تنتقل من نصر إلى نصر، ومن نجاح إلى نجاح فأنت قطعة من بلدك كل ما يصيبه يصيبك، وكل ما يعود عليه من خير لك ولأولادك.
مرت علينا سنة مليئة بالمتاعب والأحزان والكوارث والأزمات، ونريد أن تكون السنة الجديدة سنة الفرج بعد الضيق واليسر بعد العسر، تتحقق فيها آمالنا، وتنتهى فيها آلامنا وتحل مشكلاتنا ومتاعبنا فتشرق الشمس من جديد.