خبير استراتيجي: استهداف إسرائيل لـ العاروري بداية لقائمة اغتيالات أعدتها إسرائيل بعد طوفان الأقصى
صالح العارورى، قال الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والخبير الاستراتيجى، إن اغتيال العاروري لن يكون الأخير، وهناك توقعات بفتح بنك الأهداف العسكرية والاستراتيجية الإسرائيلية بما يهدد أمن الإقليم، خاصة لاسيما أن اغتيال القيادي بحركة "حماس" صالح العاروري وعدد من مرافقيه في بيروت سيؤدي إلى تداعيات سلبية على مسار ما يجري خلال الوقت الراهن من جهود للتوصل لهدنة جديدة.
فتح بنك الأهداف الإسرائيلية
وأضاف فى تصريح لـ فيتو أن استهداف صالح العاروري إضافة لكل من سمير فندي وعزام الأقرع القائدين في الجناح العسكري محمود زكي شاهين ومحمد الريس ومحمد بشاشة وأحمد حمود معاوني العاروري وحراسه الشخصيين، تم بعملية محكمة في منطقة المشرفية في ضاحية بيروت الجنوبية.
وتابع: ذلك الاستهداف يطرح تساؤلًا مهمًا في شأن احتمالات فتح بنك الأهداف الرئيسة للحكومة الإسرائيلية، ومدى ما يمكن أن تستهدفه في حال الوصول إلى قيادات حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وما الذي يمكن أن يتم خلال الفترة المقبلة وقبل أن تترك إسرائيل مخططها في المرحلة الثالثة من المواجهات في قطاع غزة.
لم يكن تنفيذ مخطط الاغتيال صعبًا
وواصل حديثه قائلا: لم يكن تنفيذ مخطط الاغتيال صعبًا، وهو ما سيفرض منطق اصطياد العناصر تباعًا، بخاصة من الموجودين خارج الأراضي الفلسطينية حيث كان من المتوقع أن تمتد أيدي الموساد إلى ذلك لا سيما في ظل أمور عدة:
أولها: أن مجمع الاستخبارات العام (الموساد) وضع قائمة بالفعل لعمليات تصفيات في الخارج من دون تحديد مسرح العمليات التي تتم ممن خلال رؤية الأولوية المطروحة للشخص، ومن المؤكد أن محمد ضيف ويحيى السنوار على رأس الأولويات في الداخل، إضافة إلى 35 اسمًا قياديًا في التشكيلات، والوحدات النوعية والتي تعمل على التدريبات والاختراقات وتطوير منظومة الصواريخ والمعدات والتسليح، إلى جانب الذين يتولون إدارة التمويلات في الخارج وبعض خبراء التحويلات المالية، الذين يديرون شبكات كبرى وغيرهم من المستهدفين.
ثانيها: إدراك أجهزة المعلومات، وبعد أن أعطى رئيس الوزراء الإذن لبدء العمليات في المرحلة الثالثة من المواجهات في قطاع غزة قبل أن تبدأ إسرائيل في إتمام الترتيبات الأمنية والاستراتيجية التي تعمل في مساحات كبيرة ومتسعة ومن خلال رؤية شاملة، لأن أجهزة المعلومات لم تكن تتلقى قرارات التصفية إلا في توقيت معين، وهو ما تم وبدأ وباغتيال صالح العاروري مثلما اغتالت إسرائيل في أعقاب صفقة جلعاد شاليط أحمد الجعبري رئيس أركان حركة "حماس"، وهو ما يؤكد أن معايير التصفية تخضع لتوجهات صارمة تتم على مستوى كبير وعال من التقديرات.
تل أبيب لا تستمع لما يطرح من آراء وتصورات رئيسة
وعلى رغم الرسائل التي حذَّرت إسرائيل من تركيا أو إيران أو "حزب الله" كانت في اتجاه رفض ما قد يخطط له ومع ذلك لم تستمع تل أبيب لما يطرح من آراء وتصورات رئيسة في هذا الأمر، بل تمادت في موقفها العام وانتقلت إلى مراحل التنفيذ وبدء حرب الاغتيالات تزامنًا ما قد يجري في داخل القطاع من ترتيبات تمس مجمل العملية العسكرية بأكملها وما يرتبط بمخطط التعامل.
سيحقق تنفيذ عملية الاغتيال في التوقيت الراهن جملة من الأهداف الإسرائيلية، أهمها رفع شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في ظل خفض شعبيته بصورة كبيرة خلال الفترة الأخيرة وفقًا لاستطلاعات الرأي، وإبقاء الحكومة الإسرائيلية الراهنة بكل مكوناتها على رغم المطالبات الداخلية والأميركية بإعادة تفكيك الائتلاف الراهن وإعادة تشكيله ونقل رسالة للجمهور الإسرائيلي بأن الحكومة جادة في تصريحاتها وخطابها السياسي والإعلامي باستهداف قيادات حركة "حماس" في الداخل والخارج.
وكذلك فرض استراتيجية الردع المسبق في مواجهة حركة "حماس"، وإيصالها إلى حافة الهاوية مثلما جرى مسبقًا في مواجهة حركة الجهاد -التي دخلتها بمفردها- في مواجهاتها الأخيرة عندما أوقفت المواجهة بعد اصطياد بعض عناصرها في قلب القطاع.
تأثيرات محددة
إن بدء حرب التصفية الجسدية والاغتيالات مرتبط بالفعل بإجراءات صارمة ومتشددة ومن خلال مقاربة أمنية وسياسية وتصدر من خلالها الحكومة توجيهاتها بالتنفيذ من دون أي خسائر أو ذيول لما يجري من أهداف تعمل عليها إسرائيل، وهذا الأمر يفسر بالفعل ما يجري من مخطط شامل تعمل تل أبيب على الوصول إليه، وقد تصل إلى كل الرؤوس دفعة واحدة بخاصة أن البدء في إنهاء حياة بعض القيادات سيفسح المجال للتعامل الصفري، وهو ما تخطط له الحكومة الإسرائيلية.
اغتيال العارورى مقدمة لحزب الظل
وتابع: لهذا فإن استهداف صالح العاروري لن يكون الأخير بل مقدمة لما هو قادم في ظل حرب الظل التي تريدها إسرائيل وستعمل على تنفيذها في الوقت الراهن مما سيعلي من خيارات بقاء الحكومة. ويؤكد قوتها وإعادة تقديمها للجمهور الإسرائيل وسيرفع من أسهمها بعد قرار المحكمة الإسرائيلية العليا برفض قانون المعقولية وسيرفع أسهم رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بالفعل وسيعمل على تنمية دوره في مواجهة المطالبة بطرده من الحكم أو في الأقل إجراء انتخابات برلمانية جديدة.
ارتدادات متوقعة
وأضاف: إن الاستمرار في مخطط الترتيبات الأمنية والاستراتيجية أو العودة لسياسة الاغتيالات مجددًا ستفتتح الباب بالفعل إلى مزيد من التيقن أن إسرائيل جادة في مخططها في القطاع وأنها لن تسمح لأي طرف في الوقت الراهن في ظل فرصة لن تأتي أبدًا في ظل دعم أميركي كبير ولافت، ومهم ومن خلال رؤية شاملة للتعامل الحاد وفي ظل سيناريوهات صفرية كاملة مما قد يوِّسع قائمة الاغتيالات في الداخل والخارج، بخاصة أن صالح العاروري ظل في تركيا لسنوات طويلة وكان مستهدفًا.
وأردف: سبق وأن حذَّرت تركيا من تصفية العاروري على الأراضي التركية وطلبت إسرائيل قبل إتمام مصالحة مرمرة وتطبيع العلاقات بالكامل مغادرته الأراضي التركية وهو ما تم، أما القيادات الأخرى الموجودة في لبنان فإن إسرائيل ستعمل على تصفيتهم تباعًا ومن خلال رؤية أمنية واستخباراتية، بخاصة أن إسرائيل لن تجد مثل هذه الفرص كثيرًا وقرار التصفية مهم لإنهاء مرحلة المواجهة مع الحركة وفق مقاربة محددة مثلما تم بعد تصفية الشيخ أحمد ياسين أو الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.