إدمان القمار الإلكتروني
خلال الفترة الماضية، بدأت ظاهرة جديدة في الانتشار سريعًا بين فئات الشباب، بوجود تطبيقات مختلفة يمكن وصفها بمكاتب مراهنات محمولة ومتنقلة، توفر مصدر دخل للعديد من الشباب دون بذل أي مجهود..
حيث تقوم شركات الذكاء الإلكتروني العالمية بتصنيع برامج وألعاب تستولي بها على ملايين الجنيهات، وتصيب الشباب والأطفال والمراهقين بالإدمان الإلكتروني، وتنهار العلاقات الاجتماعية ويحدث الطلاق وتفكك الأسر نتيجة ارتكاب الجرائم كالسرقة والاحتيال بهدف الحصول على مزيد من المال أو ممارسة العنف بأشكاله مع الزوجة أو الأبناء.
وغالبًا ما يتحوّل الحلم بالثراء السهل إلى كوابيس تقض مضاجعهم وتحول أمانيهم إلى سراب، وفي المقابل تجني شركات المراهنات الأموال الطائلة من عائدات ألعاب الحظ المختلفة، والتي لم تعد تقتصر على الفئات التي لا دخل لها..
وإنما تجتذب حتى الأثرياء بل توفر للبعض ربحا وفيرا دون المغامرة بمبالغ مالية كبيرة، فقط تحتاج لمحفظة إلكترونية ومبلغ مالي بسيط لتبدأ في المراهنة والتربح. على الرغم من السرية التي تحاط بها ولكن تبقى هذه الأوكار واقعا تم التطبيع معه وتحول الى وسيلة ناجحة لغسيل الأموال، من خلال مواقع المقامرة وحتى مواقع الألعاب الافتراضية..
تشريع برلماني
حيث يتم تحويل الأموال غير المشروعة إلى عملة ألعاب ثم تحويلها مرة أخرى إلى أموال بحيث تصبح الأموال نظيفة حقيقية وقابلة للاستخدام ولا يمكن تعقبها. بعدما بات بإمكان الكازينوهات الدخول إلى كل منزل، دون أي رادع، كما تتيح هذه المواقع المراهنة على جميع الرياضات والألعاب في مختلف أنحاء العالم بما في ذلك الرياضات الافتراضية..
صممت مواقع القمار الإلكتروني بإحكام لإغراء المراهنين لوضع أكبر مبلغ ممكن لتعزيز فرصهم في الربح. وتضم مجموعة من الألعاب المنتشرة على الإنترنت بأكثر من ٢٥ ألف لعبة لايف، ويمكن لأى شخص لعب القمار إلكترونيًا إذا أكد أن عمره قد تجاوز 18 عامًا..
لكن يمكن التحايل على هذا النظام بسهولة، لاسيما فى ظل عدم القدرة على التأكد من عمر الشخص الحقيقى، وعادة ما يقود إدمان القمار الإلكتروني بدوره إلى إدمان المخدرات مع وجود ضغوطات مادية وخسائر ومشاكل تدفع أصحابها للتهرب منها عبر المخدرات.
وإذا كانت خسائر فادحة للاعبين فهناك أرباح خيالية للمندوبين ذلك لان الرهانات علي الروليت وبلاك جاك وبوكر والمباريات الرياضية. متاحة على مواقع الإنترنت وتطبيقات الهواتف تغري بالربح السريع، والأزمة الاقتصادية مبرّر جاهز للجميع.
والأمر المؤكد أن إدمان المراهنات والمقامرة الإلكترونية أخطر من المخدرات لان متعاطي المخدرات يمكن كشفه بمرحلة مبكرة من سلوكه وشكله وآثار المخدرات الظاهرة جسديا عليه، ولكن إدمان المراهنات والقمار لا يمكن كشفه إلا بعد فوات الأوان، إن كان إفلاسا، أو ديونا، أو رهنا، أو سرقة، أو سجنا أو حتى انتحارا.
القمار جريمة طبقا لنص قانون العقوبات، وعقوبتها تطبق على الجريمة بشكل عام، والحكم من سنة أو غرامة أو العقوبتان. وهذه الألعاب محرمة وتدخل فى باب الميسر، بمعني أن الله تعالى يقول فى محكم آياته: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)..
والأمر كذلك أصبح فرض عين علي البرلمان سد كل الثغرات في قانون العقوبات، بتشريع حازم وحاسم لمواجهة القمار الإلكتروني وعناصره من شركات ووكلاء وكلهم مجرد واجهات لشركات كبري في الخارج.