هكذا أنقذت جامعة القاهرة حياة عامل النظافة!
بلا مبالغة بعد دقائق من مقال الأربعاء الماضي الذي تناولنا فيه قصة عامل النظافة البسيط الذي أصيب بآلام حادة جدا تبين في أحد المستشفيات العامة أنها آلام حصوات في الكلي.. انتظر الأهالي والجيران ممن نقلوه إلي هناك، وأبلغهم الطبيب أن العملية أجريت وعليه أن يغادر بعد يوم أو يومين..
ومنذ يوليو الماضي والرجل يتألم والأخطر أنه ينزف يوميا! وفي أول نوفمبر وبنصيحة من أولاد الخير ذهب إلي قصر العيني، فطالبوه بالعودة والاتصال به فيما بعد، ولم يحدث حتي الأربعاء.. ونقول: في أقل من ساعة من نشر المقال كانت تعليمات الدكتور محمد عثمان الخشت واضحة صارمة.. إنقاذ الرجل والتحقيق فيما جري..
اتصل مدير عام مكتب رئيس الجامعة عصام بهي -مع حفظ الألقاب- للحصول علي بيانات المريض.. ووجه الدكتور حسام صلاح عميد كلية طب القصر العيني وكذلك الدكتور مصطفي عبد المحسن رئيس أقسام المسالك بمستشفيات جامعة القاهرة بالتحقيق في الأمر، وهو الذي تولاه بالفعل الدكتور محمد عطية..
وتابع حسام علاء مسئول العلاقات العامة التنسيق حتي نقل المريض مساء أمس الخميس فعلا وتم اتخاذ الإجراءات الطبية وتم حجزه بالفعل في القصر العيني، لحين إجراء كل اللازم ولأول مرة منذ أشهر تتوقف آلام الحاج راضي عيد عواد، ويشعر بالأمل في إمكانية عودته لأكل عيشه الذي توقف وأحواله التي اضطربت وتدهورت بكاملها وابتسم بعد صراخ وعبوس طويل طويل..
الآن نقول: طبيب مهمل ترك العملية لمساعديه -لنا معه فيما بعد كلام آخر- لا يعني أن منظومة الطب والصحة كلها هكذا.. بل بالعكس.. ضربت جامعة القاهرة ومستشفيات جامعتها تحديدا المثل ليس في الإنسانية فقط ولا في احترام الرأي العام ولا في مراعاة الظرف الصحي العاجل لمواطن بسيط.. إنما قدمت أيضا النموذج الجيد في الإدارة الرشيدة والمنظومات المنضبطة وفي الضمير الحي.. شكرا لهم جميعا..