شاهد من أهلها (2)
ما الذي قدمه إعلام الشركة المتحدة للأشقاء في فلسطين منذ بداية الحرب على غزة؟ وهل تقاعست قنوات وصحف الشركة عن نقل واقع غزة المأساوي مقارنة بأي وسيلة إعلامية تدعي انحيازها للقضية الفلسطينية؟ الإجابة عن السؤالين هي محور شهادتي الثانية على واقع لم أكن فقط شاهدًا عليه.. بل كنت -ولا أزال- فاعلًا فيه.
انتفض إعلام المتحدة لينافس بعضه البعض لنقل المأساة كما هي، فلا صوت يعلو فوق أصوات الأشقاء في غزة.. ضربت كل قناة بخريطتها البرامجية عرض الحائط، ومعها ضربت بالرعاية الإعلانية، قناة القاهرة الإخبارية في المقدمة، تنافس كبرى القنوات المتمرسة في نقل مثل هذه الأحداث..
دور إعلام المتحدة في نقل واقع غزة
تتعرض طواقمها في مناطق مختلفة بفلسطين للتضييق من الإحتلال، وتصاب مراسلتها في غزة، وخلف القاهرة الإخبارية التي نقلت عنها كبرى المحطات والوكالات.. كانت إكسترا نيوز التي خصصت كل إرسالها للحدث، ويأتي دور القنوات العامة التي قدمت تغطية نافست بها القنوات الإخبارية، حيث أنتجت مئات التقارير وعشرات الأفلام عن جرائم الإحتلال..
أما القناة الوثائقية بقديمها وجديدها فعرضت -ولا تزال- على شاشتها جرائم الإحتلال قديمًا وحديثًا، ومدت باقي القنوات بأفلام فضحت ممارسات الاحتلال ضد الأشقاء. ونافست صحف المتحدة قنواتها وإذاعاتها في نقل المأساة تارة بالخبر والتقرير والتحقيق.. وأخرى بأقلام كتابها.
هذا هو إعلام المتحدة المستمر في تغطية الحرب على غزة، فأي إعلام في الداخل أو الخارج قام بنفس الدور؟ وهل هناك إعلام في دولة عربية أو أجنبية سخر كل أدواته لفضح الإحتلال مثلما فعلت الشركة المتحدة؟ لا حفلات، ولا دراما بها أغاني، ولا تغطية المهرجانات، ولا برامج منوعات، العديد من اللاءات تضمنتها تعليمات قيادات المتحدة للمسئولين في قنواتها منذ بدء الحرب، ولا حدود لسقف فضح الاحتلال وتعريته أمام العالم.
دور إعلام المتحدة في تغطية الحرب على غزة لا يقبل المزايدة، وكذلك دورها الإنساني الذي بدأ في اليوم التالي للحرب، عندما تدافع أكثر من ثمانية آلاف شخص تابع للشركة للتبرع بالدم، أما قوافل مساعدات المتحدة التي ذهبت إلى الأشقاء في غزة فصاحبها حتى معبر رفح قيادات الشركة ومذيعوها..
وهناك كان المؤتمر الصحفي الذي نقلته وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية، وفيه علت أصوات قيادات المتحدة برفض جرائم الإحتلال والإصرار على مواصلة الوقوف بجانب الأشقاء في فلسطين.
إعلام المتحدة مستمر في نقل واقع غزة المأساوي لإيمانه بالقضية، وهو دور بدأه مع بدء الحرب ومستمر فيه، دور لا يقبل المزايدة من مدع أو متربص.
besheerhassan7@gmail.com